للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الفَصْلُ الخَامِسُ: عَدَمُ الاِعْتِمَادِ عَلَى السُنَّةِ فِي فَهْمِ القُرْآنِ:

يعتمد الجمهوريون في فهمهم للأحاديث النبوية وللآيات القرآنية على فهم زعيمهم محمود لها، مع أنهم لا يعرفون العربية كما يفهمها الصحابة - رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِمْ - ومن سار على دربهم من علماء القرآن وعلوم الحديث، كما أنهم لا يعتمدون على السُنَّةِ في فهم القرآن الكريم، ولا يعتبرونها مُفَصِّلَة وَمُبَيِّنَة وَمُوَضِّحَة له، بل يعتمدون على ما استحسنه عقل شيخهم حتى إنهم لم يعترضوا على حديثه عن انتقال التحريم من الأعيان المحسوسة إلى صور السلوك المعنوية اعتمادًا على تفسير شيخهم للآيات القرآنية - كما نرى -.

ومن أمثلة ذلك تفسير محمود لقوله تعالى: {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا} (١).

وسبب اعتمادهم على فهم زعيمهم هو حسن ظنهم به واعتقاد الجاهلين من أتباعه أنه أهل الاجتهاد والمعرفة والعلم، واعتقاد الغُلاَةِ منهم أنه من الواصلين ومن المحصلين للعلم الإلهي.

ولو أنهم اتبعوا السُنَّةَ واعتمدوا عليها في بيان الآيات القرآنية وتفسيرها لما وقعوا فيما وقعوا فيه.


(١) [سورة المائدة، الآية: ٩٣]

<<  <   >  >>