للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

هو قلة تجاربها في الحياة، وترجع قلة تجاربها - عند الجمهوريين - لحبس الرجل لها في البيت خوفًا على عِفَّتِهَا ولغيرته الشديدة عليها، كما أن الرجل كان المسيطر والقَيِّمُ على البيت، فالمرأة في الماضي كانت مملوكة ومحبوبة، أما الآن فقد زعم الجمهوريون أنه جاء زمن الحرية وتطورت المرأة وتطور عقلها بخروجها من المنزل واتجاهها للعمل والتعليم (١).

ويرى الجمهوريون أن المرأة الآن في سبيلها للخلاص النهائي من نقصان عقلها ودينها، ولن يكون لها تمام كمال ذلك إلا باتباع عقيدتهم.

وهذا الحديث في رأي الجمهوريين حديث مرحلي انتهى العمل به.

والحديث الذي تحدث عنه الجمهوريون وقالوا بمرحليته حديث ثابت في كتب السنن إلا أن الجمهوريين لا يذكرونه كاملاً بل يكتفون بالجزء الأول منه، لأن باقي الحديث يفسر نقصان عقل المرأة ودينها.

وما ذكره الجمهوريون عن مرحلية حديث رَسُولِ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عن نقصان عقل المرأة ودينها هو ترديد لشبهة أثارها المغرضون من


(١) اتجاه المرأة للتعليم ليس بجديد، بل يجب أن تتعلم المرأة، فالمرأة محتاجة إلى التعليم لأنها مُرَبِّيَةُ أجيال، ولقد اتجه جهد العلماء المسلمين إلى تعليمها منذ قديم الزمان، فابن الجوزي قد صنف كتابًا يتعلق بأحكام النساء بَيَّنَ لهن فيه أمور دينهن، ولا شك أن الفائدة التي تجدها المرأة في كتاب " أحكام النساء " للحافظ عبد الرحمن بن الجوزي، الفقيه الحنبلي، المُتَوَفَّى سَنَةَ ٥٩٧ هـ تفوق بملايين المرات الفائدة التي تجدها المرأة في كتيب مبلبل للأفكار كتب باللغة الدارجة ككتيب " المرأة والتدين ".

<<  <   >  >>