للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

نعم هناك من قوله قول يلحق بالسنة وذلك القول الذي يَنِمُّ عن حال قلبه ...

السُنَّةُ هي عمل النبي في خاصة نفسه والشريعة هي تنزل من مستوى عمله في خاصة نفسه إلى مستوى أمته، ليعلمهم فيما يطيقون وليكلفهم فيما يستطيعون، فالسنة هي نبوته والشريعة هي رسالته، وإنما في مضمار رسالته هذه قال: «نَحْنُ مَعَاشِرَ الأَنْبِيَاءِ أُمِرْنَا أَنْ نُخَاطِبَ النَّاسَ عَلَى قَدْرِ عُقُولِهِمْ» (١) فقول النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ليس بِسُنَّةٍ عند الجمهوريين إلا إذا كان يتحدث عن حال قلبه، فقوله هو شريعته المحمدية التي قال بها كَمُشَرِّعٍ لأمة الأصحاب، فالصحابي يُصَدِّقُهُ في هذه المسألة كما يُصَدِّقُ غيره من المُسْتَيْقِنِينَ، ويتبعه فيما يقول عن ربه وما يبلغ من أوامره ونواهيه (٢). ويستدل الجمهوريون في هذه المسألة بقول نسبوه إلى النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - «حَالِي حَقِيقَةٌ وَعَمَلِي طَرِيقَةٌ وَقَوْلِي شَرِيعَةٌ» (٣).

قال محمود محمد طه: «وأما قوله فمنه ما هو شريعة ومنه ما هو سُنَّةٌ ... فالقول المراد به إلى تعليم الأُمَّةِ وتنظيمها والتشريع لها فهو شريعة، مثال ذلك


(١) محمود محمد طه: " الرسالة الثانية من الإسلام ": ط ٤. ص ١٣. الإخوان الجمهوريون: الميزان بين محمود محمد طه والأمانة العامة للشؤون الدينية، ط. ديسمبر ١٩٧٤ م، ص ١٧.
(٢) انظر: محمود محمد طه، " رسالة الصلاة ": ص ٣٦. محمود محمد طه، " [سلسلة] رسائل ومقالات - الكتاب الثاني ": ص ٣٦.
(٣) قال محمد نجيب المطيعي في مقاله (النبأ الأثيم أو الهوس اللاديني الذميم): «من وضع بعض الصوفية».

<<  <   >  >>