للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حديث «كُنْتُ قَدْ نَهَيْتُكُمْ عَنْ زِيَارَةِ الْقُبُورِ أَلاَ فَزُورُوهَا» (١).

وأما القول العامي إلى تعليم الأُمَّةِ، والدال على حال قلب النبي من المعرفة بربه فهو السُنَّةُ ولا حق بها، مثال ذلك:

«إن الله قد احتجب عن الأبصار .. وإن الملأ الأعلى ليطلبونه كما تطلبونه» هذا الحديث لاحق بِالسُنَّةِ في الحقيقة ينم عنها القول وينم عنها العمل، ولذلك «قلنا إن السُنَّةَ هي عمل النبي في خاصة نفسه» (٢).

فَسُنَّةُ الرَّسُولِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - - عند الجمهوريين - هي عمله في خاصة نفسه، وهي الفكر، وهي حال قلب النبي في الحقيقة، وهي المسؤولية الفردية - الخاصة بالنبي - وهي حريته الفردية المطلقة التي تمتع بها بعد أن أصبح أصيلاً في سُنَّتِهِ التي لم يقلد فيها أحدًا من الأنبياء قبله.

ويستدل الجمهوريون على قولهم بأن السُنَّةَ هي الفكر، وأنهم هم الذين يتبعونها في العبادة وَالسُنَّةِ التي يتبعونها هي التي تحارب أن تصبح العبادات عادات، فالعبادات وسائل كلفوا بها لتربية نفوسهم ومعرفتها بربها.


(١) " صحيح مسلم " - كتاب الجنائز - باب استئذان النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ربه - عَزَّ وَجَلَّ - في زيارة قبر أمه: ٢/ ٦٧٢، حديث رقم ١٠٦. و " سنن الترمذي " - كتاب الجنائز - باب ما جاء في الرخصة في زيارة القبول -: ٣/ ٣٧٠، حديث رقم ١٠٥٤.
(٢) محمود محمد طه، " من دقائق حقائق الدين ": ط ٤. ص ١٨.

<<  <   >  >>