للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

إنجلترا)، تدار سياسياً بواسطة (لائحة وستمنستر)، الناجمة عن قانون صوَّت عليه (مجلس العموم البريطاني) في ١١ ديسمبر سنة ١٩٣١. ومن ناحية أخرى، فهو يدار من وجهة النظر الاقتصادية (باتفاقيات أوتاوا) التي تعين بعد سنة من التصويت على لائحة وستمنستر، أن تحدد موقف الكمنويلث، لمواجهة الوضع الاقتصادي العالمي، غداة الحرب العالمية الأولى، وبالخصوص لمواجهة عامل جديد هو: الانطلاق الصناعي لليابان.

فمن الوجهة السياسية والاقتصادية بالخصوص، يمنحنا المثال البريطاني إذن، عناصر بالغة الإفادة فيما يتعلق بتصيم أوَّلي للمثال الإسلامي.

إلا أن التشابه يقف لدى مدى جد مبكر، ولا يتيح لنا مثلاً أن نتصور الرابطة العضوية للكمنويلث الإسلامي مشخَّصة في (ملك) أو حتى في (رئيس جمهورية)، ولكن في (فكرة) هي: (الإسلام)، ممثلة في (مجمع دائم) يجسِّم (الإرادة الجاعية) للعالم الإسلامي، ويمثل مصالحه العامة.

والمقر الرسمي، لهذا (المجمع) يجب أن يكون في ذات الوقت (الوحدة القاعدية) التي تتصل على أساسها أجزاء الكمنويلث المختلفة لتتبادل فيما بينها ما يتعلق (بشؤونها الإسلامية)، و (مركز الدراسة) للمشاكل النوعية في العالم الإسلامي، و (مركز الإنجاز والإذاعة) للحلول التي يعثر عليها.

وعلى هذا فإذا كان في إمكان المثال البريطاني أن يوحي بحلول نافعة للمثال الإسلامي، فإن لهذا الأخير، علاوة على ذلك، مشاكله النوعية التي تحتم حلولاً خاصة.

فالكمنويلث البريطاني في أساسه، (مجموعة دول)، ويترتب على هذا أنها ذات مشاكل سياسية بالخصوص، بينما يجب أن يكون الكمنويلث الإسلامي (مجموعة شعوب) بالخصوص.

<<  <   >  >>