للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومن لطيفه أن ثلاثة أو أربعة وقعوا في إسناد واحد، ففي " العلل " للدارقطني من طريق هشام بن حسان عن محمد بن سيرين عن أخيه يحيى بن سيرين عن أخيه أنس بن سيرين عن مولاه أنس بن مالك أن رسول الله قال: لبيك حجة حَقًا تعبدا وَرقا).

معرفة آداب الشيخ والطالب:

-[قال الحافظ: (ومعرفةُ آدابِ الشيخِ والطالبِ).]-

وقال في "النزهة" (ص/٢٦٣): (ومن المهم، أيضا، معرفة آداب الشيخ والطالب.

ويشتركان في تصحيح النية، والتطهر من أعراض الدنيا، وتحسين الخلق. وينفرد

الشيخ بأن يسمع إذا احتيج إليه، ولا يحدث ببلد فيه أولى منه (١)، بل يرشد إليه (٢)، ولا يترك إسماع أحد لنية فاسدة (٣)، وأن يتطهر ويجلس بوقار، ولا يحدث قائما، ولا عجلا، ولا في الطريق إلا إن اضطر إلى ذلك، وأن يمسك عن التحديث إذا خشي التغير، أو النسيان؛ لمرض أو هرم. وإذا اتخذ مجلس الإملاء أن يكون له مستمل يقظ.

وينفرد الطالب بأن يوقر الشيخ، ولا يضجره، ويرشد غيره لما سمعه، ولا يدع الاستفادة لحياء أو تكبر، ويكتب ما سمعه تاما، ويعتني بالتقييد والضبط، ويذاكر بمحفوظه؛ ليرسخ في ذهنه).

[معرفة سن التحمل والآداء:]

-[قال الحافظ: (ومعرفة سن التحمل والأداء).]-

وقال في "النزهة" (ص/٢٦٣): (ومن المهم: معرفة سن التحمل والأداء. والأصح اعتبار سن التحمل بالتمييز، هذا في السماع ... وأما الأداء: فقد تقدم أنه لا اختصاص له بزمن معين، بل يقيد بالاحتياج والتأهل لذلك، وهو مختلف باختلاف الأشخاص. وقال ابن خلاد: إذا بلغ الخمسين، ولا ينكر عند الأربعين، وتعقب بمن حدث قبلها، كمالك (٤)).


(١) قال اللقاني: (وهذا مذهب يحيى بن معين، وحكم العراقي بالكراهة فقط، وإذا كره التحديث ببلد فيه أولى منه، كره له التحديث بحضرة الأحق الأعلم، فقد كان إبراهيم النخعي إذا
اجتمع مع الشعبي، لم يتكلم إبراهيم بشيء).
(٢) وقال أيضا: (ظاهره الوجوب، ولا يبعد؛ لأنه من باب النصيحة فيجري على حكمها، قال شُرَيْحِ بْنِ هَانِئٍ،:سألت عائشة عن المسح على الخفين؟ فقالت: ائت عليا؛ فإنه أعلم مني بذلك).
(٣) أي من ذلك الأحد قال اللقاني: (والمعنى: ولا يترك إسماع أحديعرف منه فساد القصد وعدم الإخلاص بقرائن قامت عنده على ذلك؛ فلعله تنصلح بعد ذلك نيته).
(٤) وقد جلس وهو ابن نيف وعشرين سنة، وقيل ابن سبع عشرة سنة.
(٥) راجع للمشكل، وقال اللقاني: (٢/ ١٦٩٣): (وخرج بالمشكل: ما يفهم بلا شكل ونقط، فإن شَكْلَه ونَقْطَهُ تضييع للزمان، واشتغال بما غيره أولى منه، وحكي كراهته عن أهل العلم).

<<  <   >  >>