للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حصار أرض الشام اقتصادياً

ثانياً: أخبر النبي عليه الصلاة والسلام بحصار اقتصادي يفرض على أرض الشام، وهو من بين المصائب والبلايا التي تنزل بالمسلمين، قال أبو نضرة: كنا عند جابر بن عبد الله فقال: يوشك أهل العراق ألا يجبى إليهم قفيز ولا درهم، قلنا: من أين ذاك؟ قال: من قبل العجم يمنعون ذاك، ثم قال: يوشك أهل الشام ألا يجبى إليهم دينار ولا مدى، قلنا: من أين ذاك؟ قال: من قبل الروم.

ثم سكت هنية، ثم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يكون في آخر أمتي خليفة يحثي المال حثياً، ولا يعده عدداً)، وهذا يكون في أرض الشام، قال الراوي: قلت لـ أبي نضرة وأبي العلاء: أتريان أنه -أي: الخلفية الذي يحثو المال ولا يعده- هو عمر بن عبد العزيز؟ قالا: لا.

وقال عليه الصلاة والسلام: (منعت العراق درهمها وقفيزها، ومنعت الشام مديها ودينارها، ومنعت مصر إردبها ودينارها، وعدتم من حيث بدأتم، وعدتم من حيث بدأتم، وعدتم من حيث بدأتم)، شهد على ذلك لحم أبي هريرة ودمه.

كل هذه الأحاديث تدل على أنه سيضرب حصار اقتصادي على الشام، وهذا قائم الآن، حتى إن من فجور الأمريكان أنهم فرضوا فيما فرضوا على أهل ليبيا عدم الذهاب إلى بيت الله الحرام للحج والعمرة، وهذا من باب الخطة الألفية، فعلى مدار ألف سنة يتم حرمان ليبيا من الطعام والشراب، بل وحرمانها من حق الحياة، فأنت لما تمنع عني الأكل والشرب فإن المقصود من ذلك قتلي، وأنه لا حق لي في الحياة.

<<  <  ج: ص:  >  >>