للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حشر الناس يوم القيامة حفاة عراة غرلاً

سابعاً: أخرج البخاري ومسلم من حديث ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعاً: (إنكم ملاقو الله حفاة عراة غرلاً يوم القيامة) والأغرل: هو الأقلف التي لم تُقطع غُرلته أو قلفته أو جلدته.

وعندهما برواية أخرى: (يا أيها الناس! إنكم تُحشرون إلى الله حفاة عراة غُرلاً: {كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ} [الأنبياء:١٠٤]) وذكر الحديث.

وعند مسلم من حديث عائشة بنحوه.

قال النووي رحمه الله: الغرل -بضم الغين وإسكان الراء- معناه: غير مختونين، جمع أغرل، وهو الذي لم يُختن وبقيت معه غرلته وهي قلفته، وهي الجلدة التي لم تُقطع في الختان.

والمقصود: أنهم يُحشرون كما خُلقوا لا شيء معهم ولا يفقد منهم شيء، أي: أنه ليس لهم زيادة ولا نقصان، حتى الغرلة تكون معه.

قال ابن القيم رحمه الله ليرد شبهة من قال: الله خلقه بغرلة فلماذا قطعتها؟ قال ابن القيم: إنما شُرع الختان في الدنيا لتكميل الطهارة والتنزّه من البول، وأهل الجنة لا يبولون ولا يتغوطون.

إذاً: هناك ضرورة في الدنيا ليست في الآخرة.

إذاً: قطعت القلفة للضرورة فضلاً عن ورود النص؛ ولعدم احتباس البول والمني في القلفة وفي فرج المرأة، فليس هناك نجاسة تُصيب الغرلة فيحتاج إلى التحرج منها، كما أن القلفة لا تمنع لذة الجماع، هذا إن قُدّر استمرارهم على الحالة التي هم عليها، فلا يبعد أن يتغير داخل الجنة على غير هذه الهيئة التي نعلمها، والعلم عند الله تبارك وتعالى.

<<  <  ج: ص:  >  >>