للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[حرمة إتيان الكهنة]

ولما بين القرآن العظيم بأن الغيب لا يعلمه إلا الله عرف أن جميع الطرق التي يراد بها التوصل إلى شيء من علم الغيب غير الوحي إنما هي من الضلال البين، فإذا أردت الوصول إلى شيء من علم الغيب فاسلك طريق الوحي، فإن سلكت طريق الأرقام والحساب والكمبيوتر فاعلم أن هذا من الضلال المبين، ولذا ثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال: (من أتى عرافاً فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين يوماً)، لمجرد السؤال فقط وإن تيقن من سأله أنه كاذب، وإذا أيقن بصدقه وأخذ كلامه بيقين فليعلم أن الله تبارك وتعالى قد برئ منه، ولا خلاف بين أهل العلم في تحريم العيافة والكهانة والعرافة والطرق والزجر والنجوم، وكل ذلك يدخل في الكهانة؛ لأنها تشتمل على ادعاء الاطلاع على علم الغيب.

قال الذهبي رحمه الله في كتاب (الكبائر): والساحر لابد أن يكفر، كما قال الله تعالى: {وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ} [البقرة:١٠٢]، وما للشيطان الملعون غرض من تعليمه الإنسان السحر إلا ليقع في الشرك.

فترى خلقاً كثيراً من الضلال يدخلون في السحر ويظنونه حراماً فقط، وما يشعرون أنه الكفر، فيدخلون في تعليم السيمياء، وهي: إيجاد أحداث وخيالات ليس لها وجود في الحس، ويعملون بها وهي محض السحر، وفي عقد المرء عن زوجته وهو ما يسمى عند العامة بالربط، ربط الرجل عن امرأته وعدم استطاعته إتيانها، وهو سحر كذلك، كما أنهم يدخلون في عقد محبة الزوج لامرأته وفي بغضها وبغضه، وأشباه ذلك بكلمات مجهولة وتمتمات وحروف وكلمات متقطعة أكثرها شرك وضلال.

انتهى كلام الإمام الذهبي.

<<  <  ج: ص:  >  >>