للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[فوائد الأخوة وثمراتها]

ومن فوائد الأخوة وثمراتها أنك تتذوق حلاوة الإيمان، وأن الله تبارك وتعالى يحيطك برحمته، ويقيك شدة يوم القيامة، وتنال الأمن والسرور والحبور، وتكون من السبعة الذين يظلهم الله تعالى في ظله يوم القيامة يوم لا ظل إلا ظله، وتزداد بذلك إيماناً؛ لأن الأخوة في الله من أعظم الطاعات، والإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية.

ومن فوائد الأخوة وثمراتها أنك تستشعر محبة الله ورسوله، وتجد حلاوة ذلك في قلبك، ويكفيك شرفاً وفخراً وفضلاً أن الله تبارك وتعالى إذا أحبك أمر جبريل في السماء أن يحبك، ثم ينادي أهل السماء أن يحبوك فيحبونك، ثم يوضع لك القبول في الأرض، والمحبة في الله علامة على قبول العمل، وعنوان التوفيق والسداد، ثم إنك تتبوأ منزلة عالية بصدق الإخاء في الله عز وجل، وتحصل على الأمن والأمان؛ لأن الله تبارك وتعالى يقول: {الأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ} [الزخرف:٦٧]، فكل صاحب يتبرأ من صاحبه، ويعاديه يوم القيامة، إلا من صاحب مسلماً لأجل إسلامه ودينه وطاعته.

والأخوة في الله تورث طمأنينة القلب؛ لأن الله تبارك وتعالى يقول: {أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [الرعد:٢٨]، والمتحابون في الله مع الذين أنعم الله تبارك وتعالى عليهم {مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُوْلَئِكَ رَفِيقًا} [النساء:٦٩].

والأخوة في الله سلوك حسن، وصحبة نافعة، وسيرة طيبة، ونية صالحة، وعيشة هنيئة سعيدة، والنبي عليه الصلاة والسلام يقول: (لا تصاحب إلا مؤمناً ولا يأكل طعامك إلا تقي).

والحب في الله والبغض في الله يدل على كمال دين صاحبه، وصفاء سريرته، وعمله المتقن، وخوفه من الله عز وجل، ورعايته لحقه، واحترام كتابه وسنة نبيه، ومحبته لله ورسوله، والأخوة أكبر وأعظم طاعة لله عز وجل، وأكبر وأعظم نظام يحقق التكافل الاجتماعي.

والأخوة في الله أنس ومحبة وإحساس بحاجة الأخ لأخيه وسعي في قضاء حوائجه، ولا يكون ذلك ولا ينفع ولا يشعر بهذه الثمرات وهذه الفوائد إلا من كان مخلصاً في هذه الأخوة لله عز وجل، وقرنها بالإيمان والتقوى، وبغير ذلك لا ينفع المرء في الدنيا ولا في الآخرة صحبة صاحب.

والإلف يألف أليفه، والصاحب يقترب من صاحبه وشبهه، فيجب أن تقوى هذه العلاقة في الله عز وجل، والنبي عليه الصلاة والسلام يقول: (الدين النصيحة)، وقد بايع جرير بن عبد الله البجلي رضي الله تبارك وتعالى عنه النبي عليه الصلاة والسلام على النصح لكل مسلم.

أسأل الله تبارك وتعالى أن ينفعني وإياكم بما قلنا وسمعنا، وأن يجعلنا متآخين متحابين متوادين، وأن يرزقنا النجاة يوم المحشر، وأن يظلنا في ظله يوم لا ظل إلا ظله.

أقول قولي هذا، وأستغفر الله تبارك الله لي ولكم.

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه، وأقم الصلاة.

<<  <  ج: ص:  >  >>