للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[تطبيق للدعاء بآدابه]

المرأة بعد أن ترفع يدها تثني على الله بما هو أهل له، كأن تقول: {الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلاثَ} [فاطر:١]، الحمد لله الذي فرق الحق، الحمد لله الذي عنده خزائن السموات والأرض، الحمد لله الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد، الحمد لله الواجد الماجد الحميد المجيد، الحمد لله المبدع المعيد الواسع، الحمد لله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى، فتتدبر هذا، وتثني على الله بما هو أهل له، ثم تقول: لا نحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك.

وتختم: لا إله إلا الله وحده لا شريك، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير، أشهد أن لا إله الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، وأشهد أن عيسى عبد الله وابن أمته وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه، والجنة حق، والنار حق، وبعد أن تختم بهذا تكثر من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، فتقول: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، ووالله لو أكثرت على نفسها من الصلاة على النبي بعد كل صلاة لكفاها الله الهم، ورفع عنها الذنب، وأعطاها ما أملت.

فتكثر من كلام النبي صلى الله عليه وسلم، ثم تدعو، وإذا دعت تذكرت معصيتها وعلمت ما فرطت في حق الله جل وعلا، فتستغفر الله وتقول: {لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ} [الأنبياء:٨٧]، وتتوب إلى الله في نفس الدعاء، ثم تصلي على النبي، وهذا ليس بلازم، وبين كل دعائين وفي كل حين وآخر تكثر من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وتدعو الله جل وعلا ما أرادت من خيري الدنيا والآخرة.

ولتستحضر الخشوع والخضوع والتمسكن والتذلل والتضرع، ولتكثر من الذكر، ومن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والنصح لكل مسلمة ومسلم، حتى تغيب الشمس، في سكينة ووقار، فلا تفتن ولا تفتن.

وكل الذي ذكر هنا تشترك فيه الحائض وغير الحائض، فالمرأة إذا نزل عليها الدم، وجاءها الحيض فلا تيأس ولا تبتئس؛ ولتعلم أن الله إذا ابتلاها فإنما أراد أن يرفعها؛ لأن كل بلية ترفع درجة وتحط خطيئة، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (حتى الشوكة يشاكها المرء إلا كانت كفارة له عن سيئاته).

والله جل وعلا قد قدر ذلك على النساء، وكتب ذلك عليهن، فعليهن أن يرضين بما قدر الله عليهن، بوجه طلق، أو بقلب منشرح، أو بصدر فرح؛ لأن الله إذا قدر عليهن شيئاً فلن يضيعهن، فالمرأة الحائض تغتسل وتتوضأ ثم تتم مناسك الحج.

<<  <  ج: ص:  >  >>