للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[أنس بن النضر]

هذا أنس بن النضر يتحسر على تخلفه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في بدر ويقول: (هي أول غزوة يغزوها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولست معه، والله لئن أبقاني الله جل في علاه إلى غزوة أخرى ليرين الله ما أصنع)، فكان صادقاً مع ربه سبحانه، ويعمل بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: (اصدق الله يصدقك)، فلما كان صادقاً أرى الله منه خيراً، ورأى الله منه خيراً، فإن الله سبحانه شهد لهذا الشهيد البطل - أنس بن النضر - في غزوة أحد العظيمة بالصدق، وأنزل فيه آيات بينات قال تعالى: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا} [الأحزاب:٢٣].

فـ أنس بن النضر بعدما فر الفارون وتفرق الجمع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجده سعد بن معاذ وهو يتقدم إلى العدو فقال: يا أنس! إلى أين؟ فيقول له أنس: إيه يا سعد! والله إني لأشم رائحة الجنة دون أحد، فصدق الله فصدقه الله، إن العبد إذا مشى صادقاً مع ربه فإن الله يكشف له ألواح الغيب فيرى منها الجنة وما فيها، ويشتم رائحتها وإن أنس بن النضر واحد من هؤلاء، قال: إيه يا سعد! والله إني لأشم رائحة الجنة دون أحد، فدخل فقاتل حتى قتل رضي الله عنه وأرضاه، ما عرف إلا ببنانه، فهم رجال صدقوا الله ما عاهدوه فصدقهم الله.

<<  <  ج: ص:  >  >>