للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ألف ولام من هذا الباب [١٨٤/ ت]، فإنه إذا فصل بينهما بالوقف كان الاختلاف فيه كالاختلاف فيما لم يستقبلاه في مذهب كل واحد من أصحاب الإمالة الخالصة والإمالة اليسيرة، وقرأ ابن كثير في الباب كله بإخلاص فتحة الراء والهمزة في جميع القرآن. وأذكر اختلافهم في تراءى الجمعان [الشعراء: ٦١] في موضعه إن شاء الله تعالى.

[حرف:]

قرأ نافع وابن عامر في رواية ابن ذكوان وابن عتبة أتحاجّوني في الله [٨٠] بتخفيف النون، قال ابن ذكوان: وأنا أقرؤها بتشديد النون، واختلف في ذلك عن هشام عن ابن عامر، فروى الحلواني عنه فيما حدّثناه الفارسي عن أبي طاهر عن أصحابه عن الحلواني أتحاجّوني مشدّدة. قال الحلواني بنونين مثل يدغم إحداهما ويثقل، وبهذا قرأت أنا في روايته عن هشام على أبي الفتح عن قراءته على أبي الحسن المقرئ عن أصحابه عنه، قال لي أبو الفتح: وكذا قرأت أيضا على أبي طاهر عن ابن عبد الرزاق عن ابن عبّاد عن هشام، وكذلك روى ابن بكّار بإسناده عن ابن عامر، وقرأت ذلك على أبي الفتح أيضا في رواية هشام بتخفيف النون كابن ذكوان، وحكى لي عن قراءته على عبد الله ابن الحسين عن أصحابه عن الحلواني عنه، وكذلك أقرأني أبو الحسن ذلك عن قراءته، وكذلك نا محمد بن علي عن ابن مجاهد عن أصحابه عن هشام وابن ذكوان عن أصحابهما عن ابن عامر «١». وقرأ الباقون بتشديد النون «٢»، وروى محمد بن جنيد عن ابن أبي حمّاد وعن الأعشى عن أبي بكر


وأما قول الداني- رحمه الله- في التيسير ص ١٠٤: وقد روى عن أبي شعيب مثل حمزة- أي بإمالة الراء والهمزة في رأى التي ليس بعدها ساكن، فقد تعقبه ابن الجزري بأن هذه الرواية ليست من طرق التيسير، ولا الشاطبية، بل ولا النشر ثم بين أن قول المؤلف في التيسير: وقد روى عن أبي شعيب مثل حمزة، لا يدل على ثبوته من طرقه فإنه قد صرح بخلافه .. إلخ.
وأما قول الداني في التيسير ص ١٠٤: وقد روى غير واحد عن أبي شعيب بإمالة فتحة الراء والهمزة في ذلك- أي في (رأى) إذا أتى بعدها ساكن منفصل- ثم قال بعد: وكل صحيح معمول به.
فقد تعقبه ابن الجزري بأن هذه الرواية عن أبي شعيب ليس إلى الأخذ بها من طريق الشاطبية ولا من طريق التيسير ولا من طرق النشر سبيل، لأن الداني رحمه الله قد قرأ بهذا الوجه على شيخه أبي الفتح من غير طريق أبي عمران موسى بن جرير. انظر النشر ٢/ ٤٥ - ٤٨.
(١) انظر السبعة ص ٢٦١.
(٢) والمشهور عن ابن ذكوان تخفيف النون لا غير، وأما هشام فعنه الوجهان: التخفيف والتشديد. انظر: التيسير ص ١٠٤، النشر ٢/ ٢٥٩، ٢٦٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>