للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[حرف:]

قرأ نافع بخلاف عن المسيّبي وقالون وعاصم في غير رواية حفص من حيي عن بينة [٤٢] بياءين ظاهرتين «١» الأولى مكسورة والثانية مفتوحة «٢»، وروى ابن جبير عن أصحابه بياء واحدة، وروى القاضي والمدني والكسائي عن قالون من حي ياؤها منتصبة مثقلة. وروى القطري عنه ياؤها منتصبة، ولم يذكر مثقلة، وروى أحمد بن صالح والحلواني وأبو سليمان وأبو نشيط والمسيّبي والشحام «٣» عن قالون بياءين، وكذلك روى أصحاب المسيّبي عنه.

وحدّثنا الخاقاني، قال: نا أحمد بن أسامة، قال: نا أبي قال: نا يونس عن ورش عن نافع من حي بيّن الياء وثقّلها، وعن ابن كيسة «٤» عن سليم «٥» عن حمزة مختلسة الياء وأحسبه يريد الياء الأولى، وكذلك حكى عن نافع بيانها وتثقيلها يريد بتثقيلها تحريكها بالكسر. وحكي عن حمزة اختلاسها، يريد إدغامها؛ لأنه قد قال عنه في والذاريات ذروا [الذاريات: ١] يختلس. [٧/ ب] التاء، أي يدغمها «٦»، وذلك مجاز واتّساع. وقال داود وعبد الصمد والأزرق وأحمد عن ورش من حييّ عن بياءين مثبتتين «٧» في القراءة، واختلف في ذلك عن ابن كثير، فقال لنا محمد بن علي عن ابن مجاهد في كتاب السبعة أنه قرأ على قنبل من حي بياء واحدة مفتوحة مشددة «٨»، وبذلك قرأت من طريقته.


(١) في: (م) ظاهرين.
(٢) أي بفك الإدغام. ووجّه أن الياء الثانية مشبهة بحركة الإعراب، فهي تذهب كما تذهب حركة الإعراب. قال أبو منصور: والإظهار أتم وأفصح، وقال ابن الأنباري: فالإظهار:
(إجراء للماضي على المستقبل والمستقبل لا يجوز فيه الإدغام). (معاني القراءات) ص ٢٠٠، و (حجة القراءات) ص ٣١٠، و (شرح الهداية) ٢/ ٣٢٢، و (البيان) ١/ ٣٨٨.
(٣) هو: الحسن بن علي أبو علي وأبو عمران الشحام، مقرئ معروف، قرأ على قالون، وقرأ عليه أبو العباس النحوي وأبو بكر المؤدب. (غاية) ١/ ٢٥٥.
(٤) هو: علي بن يزيد بن كيسة أبو الحسن الكوفي، قرأ على سليم وهو أضبط أصحابه، توفي سنة ٢٠٢ هـ (غاية) ١/ ٥٨٤.
(٥) هو: سليم بن عيسى أبو محمد الكوفي، ضابط حاذق من أصحاب حمزة، وقرأ عليه حفص بن عمرو وخلف وخلاد، مات سنة ٢٨٨ هـ (غاية) ١/ ٣١٩.
(٦) أي لحمزة وجه الإدغام كالجماعة.
(٧) في (م) متبينين.
(٨) قلت: وقراءته بياء واحدة هي المشهورة عنه وعليها العمل. انظر: (السبعة) ٣٠٧، و (البدور الزاهرة) ص ١٣١، و (التيسير في القراءات السبع) ص ٢١٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>