للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذكر اختلافهم في سورة هود «١» عليه السلام

قد ذكرت الاختلاف في قوله الر «٢» وفي قوله: إلا سحر مبين «٣» ومن لدن «٤» حكيم خبير [النمل: ٦] ويضاعف «٥» فأغنى ذلك عن إعادته.

[حرف:]

وكلهم قرأ لا جرم [٢٢] بتمكين هذه الألف التي بعد اللام من غير إشباع زائد إلا حمزة، فإن خلفا والدوري وابن سعدان وأبا هشام رووا عن سليم عنه أنه أشبع مدّها في قوله: لا ريب [البقرة: ٢] ولا خير في كثير من نجواهم [النساء: ١١٤] وما أشبهه. وروى المروزي عن ابن سعدان عن سليم أن حمزة كان يمدّ الألف قليلا «٦» في لا جرم؛ وكذا حكى الحلواني عن قراءته على خلف وخلّاد جميعا من سليم. وقال خلف عن سليم: إنما يفعل هذا من إشباعه تحقيقا للحروف، قال لي الفارسي: قال لي أبو طاهر: وقرأت على أبي بكر بالمدّ في قراءة حمزة، قال أبو عمرو: ورأيت زكريا بن يحيى «٧» المقرئ قد روى عن حبيب بن


(١) مكية إجماعا، وعن ابن عباس رضي الله عنهما إلا آية واحدة، وهي قوله تعالى: وأقم الصلاة طرفي النهار (١١٤) وهي مائة وإحدى عشرة آية في المدني الأخير والمكي والبصري، واثنتان في المدني والشامي وثلاث في الكوفي. انظر: (البيان في عد الآي) ١٦٥، و (مصاعد النظر) ٢/ ١٧٠.
(٢) تقدم الاختلاف في الر أول سورة يونس.
(٣) لحمزة والكسائي من السبعة القراءة بالألف، وللباقين بغير ألف، وتقدم ذلك عند الآية (١١٠) من سورة المائدة. انظر (الجامع) بتحقيق طلحة توفيق ص ٢٦٧، و (التيسير) ص ٨٣.
(٤) انظر: (المستنير في القراءات) ص ٥٩٤، و (البستان) ٦٠٤.
(٥) لابن كثير وابن عامر حذف الألف بعد الضاد وتشديد العين، وللباقين إثبات الألف وتخفيف العين انظر: حرف الآية (٢٤٥) البقرة، و (الجامع) ص ١٤٢، ت طلحة و (التيسير) ٦٩، و (البدور) ١٥١.
(٦) روى حمزة بخلف عنه مد لا حيث وقع؛ إذا لم يكن بعدها ساكن، نص على ذلك له عدد من الأئمة، ويسمى مد المبالغة في النفي، أو مد التبرئة. وسببه معنوي، وقدر المد متوسط لا يبلغ حد الإشباع. وأما أبو عمرو فيروى عنه بالقصر بهمزة مفتوحة بعد اللام، وكل ذلك لا يقرأ به اليوم.
انظر: (التلخيص) ص ٢٠٧، و (بستان الهداة) ص ١١٨، و (البحر) ٥/ ٢١٣، و (النشر) ١/ ٣٤٥، و (الإتحاف) ٢/ ١٢٣، و (الانفرادات) ٢/ ٧٧٩.
(٧) زكريا بن يحيى أبو يحيى المقرئ الأندلسي، متصدر ضابط، عرض علي أحمد بن اسماعيل التجيبي وبكر الدمياطي وحبيب بن إسحاق ومواس بن سهل، قال الداني: ولم يكن بالأندلس

<<  <  ج: ص:  >  >>