للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ورفعها، وكذلك يجب أن يفعل في قوله في المؤمنين [٩٢] وسبأ [٣] عالم الغيب يصل بخفض الميم على النعت الاسم المجرور الذي تقدمه، فإذا وقف على ما قبله ابتدأه بالرفع، والإجماع منعقد على حمل هذه الأسماء وما أشبهها من الجمع عليه، والمختلف فيه على ما قبلها وصلا وابتداء، فصحّ بذلك أن الذي حكاه الخزاعي فيما تقدم خطأ لا شك فيه «١».

[حرف:]

قرأ أبو عمرو «٢» سبلنا هنا [١٢] وفي العنكبوت «٣» [٦٩] بإسكان الباء، وضمّها الباقون، وقد ذكر قبل «٤».

[حرف:]

وكلهم قرأ وما هو بميّت [١٧] بتشديد الياء؛ لأنه مما لم يمت إلا ما حدّثناه الفارسي، قال: نا أبو طاهر، قال: نا أبو بكر عن مضر عن البزّي وما هو بميت خفيف، فحدّثنا فارس بن أحمد، قال: نا عبد الله بن الحسين، قال: نا أحمد بن موسى، وقال لي قنبل: قال لي النبال: الق هذا الرجل- يعني البزّي- فقل له: هذا الحرف ليس من قراءتنا، وإنما يخفّف من الميت ما قد مات، وما لم يمت فهو مشددة. فلقيت البزّي فأخبرته بما قال لي النبّال «٥»، فقال: قد رجعت عنه، ثم لقي البزّي من الغد النبّال وهو في مجلسه عند باب الجيادين فقال له: قد جاءني أبو عمرو برسالتك في هذه الحروف، فكان معه حرفان آخران رددتهما عليه، وقد كان عكرمة بن سليمان أقرأنيهما وقد رجعت عنها إلى قولك.

حدّثنا محمد بن أحمد، قال: نا ابن مجاهد قال: قال لي قنبل: كان ابن أبي بزّة قد أوهم في قوله بميت [١٧] خفيفة، فقال لي القوّاس: سر إلى أبي الحسن، فقل له: ما هذه القراءة التي قرأتها؟ لا نعرفها، فسرت إليه، فقال: قد رجعت عنها. نا الفارسي، قال: نا أبو طاهر، قال: نا حسن «٦» عن البزّي بميت مشدّدة، وأظن ابن مخلد رواه عن البزّي بعد أن رجع عن التخفيف. قال أبو عمرو: فكل ما كان من هذه


(١) وقال أبو عبد الله بن خالويه في (إعرابه) ١/ ٣٣٤ تعليلا لذلك، لأن الوقف والابتداء لا يوجب تغير إعراب. قال الشاطبي: وفي الخفض في الله الذي الرفع عم.
(٢) قرأ الحرف وحده من السبعة. انظر (التيسير) / ٧٢، و (الإتحاف) ٢/ ١٦٧.
(٣) الآية رقم [٦٩] لنهدينهم سبلنا.
(٤) انظر: (الجامع) بتحقيق طلحة ص ٢١٦، و (التيسير) ص ٧٢.
(٥) هو: أحمد النبال القواس. وقد تقدم.
(٦) هو: الحسن بن الحباب، وقد تقدم.

<<  <  ج: ص:  >  >>