للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سورة الكهف

ذكر اختلافهم في سورة الكهف «١»

[حرف:]

قرأ عاصم في رواية حفص عوجا [١] يسكت على الألف سكتة «٢» لطيفة من غير قطع ولا تنوين، ثم يقول: قيّما [٢]


(١) هذه السورة مكية إجماعا وروي إلا الآيات من [١ - ٨] و [٢٨] ومن [٨٣ - ١٠١] فمدنية، وآيها مائة وخمس آيات في المدنيين والمكي، وست في الشامي، وعشر في الكوفي، وإحدى عشر في البصري. جاءت الآثار بفضلها، فهي من المئين التي أوتيها النبي صلى الله عليه وآله وسلم. مكان الزبور عن واثلة ابن الأسقع قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أعطيت مكان التوراة السبع الطوال، ومكان الزبور المئين، ومكان الإنجيل المثاني، وفضلت بالمفصل).
وعن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قرأ الكهف يوم الجمعة سطع له نور من تحت قدميه إلى عنان السماء، يضيء له يوم القيامة، وغفر له ما بين الجمعتين).
والحديث الأول حسن، والثاني حسن لغيره. انظر: (البيان في عد الآي) ١٧٩، و (فنون الأفنان) ٢٩٠، و (زاد المسير) ٥/ ١٠٢، و (الجامع) ١٠/ ٢٢٥، و (مصاعد النظر) ٢/ ٢٤٠، و (تفسير أبي السعود) ٥/ ٢٠٢، و (فتح القدير) ٣/ ٢٦٨، و (موسوعة فضائل سور وآيات القرآن) القسم الصحيح ١/ ١٢٨ - ٣٤٢.
(٢) السكت من مصطلحات الأداء كالبدء والوصل والوقف. والقطع يطلق ويراد به السكت على الهمزة للإمام حمزة، وسكت عن غيره، وعرفوا السكت: بأنه قطع الصوت على الساكن زمنا هو دون زمن الوقف عادة من غير تنفس، وعرفوا القطع: بأنه قطع الصوت آخر الكلمة زمنا هو دون زمن الوقف عادة من غير تنفس، وللأئمة في تعبيرهم بما يدل على طول القطع وقصره ألفاظ هي: قال: أصحاب سليم عنه عن حمزة في السكت على الساكن قبل الهمزة سكتة يسيرة، وقال جعفر الوزان عن خلاد لم يكن يسكت على السواكن كثيرا، وقال الأشناني:
سكتة قصيرة، وقال قتيبة: سكتة مختلسة، وقال الأعشى: حتى يظن أنك قد نسيت ما بعد الحرف، وقال ابن غلبون: وقفة يسيرة، وقال مكي: خفيفة، وقال ابن شريح: وقيفة، وعن قتيبة من غير قطع نفس، وأتمهم سكتة حمزة والأعشى وقال غيرهم: من مهلة.
وقال أبو القاسم الشاطبي: سكتا مقللا، وعبارة الداني هنا سكتة لطيفة، وقال أبو محمد في المبهج وقفة تؤذن بأسرار البسملة، وهذا يدل على المهلة، ثم قال المحقق ابن الجزري: فقد اجتمعت ألفاظهم على أن السكت زمنه دون زمن الوقف عادة، وهم في مقداره بحسب مذاهبهم في التحقيق، والجدر والمتوسط حسبما تحكم المشافهة. أهـ.
ثم يبين رحمه الله آراء العلماء بقولهم دون تنفس. قال الحافظ أبو شامة- وهو من المتأخرين- أي عدم الإطالة المؤذنة بالإعراض عن القراءة، وقال الجعبري: زمنا قليلا أقصر من زمن

<<  <  ج: ص:  >  >>