للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٥٤٥ - قال أبو عمرو: ولهذا المعنى نفسه، وقع الخلاف أيضا بين أصحاب أبي بكر الأعلام وتفاوت؛ لأنه يجوز أن يكون قد روى ذلك كلّه- على اختلافه- عن عاصم سماعا في أوقات مختلفة، وأخذه عنه أداء في عرضات متفرقة، على حسب ما نقله عن سلفه، وسمعه من أئمته. ولهذا السبب أيضا نفسه، ورد الاختلاف بين الرواة عن الأئمة. وبين أصحابهم؛ لأن كل واحد من أئمة القراءة، قد عرض على جماعة من السّلف في مصره، وفي غير مصره وشاهدهم، وسمع منهم، وروى الحروف عنهم، وهم لا شك مختلفون فيها، على نحو ما علّموه وتلقوه وأدي إليهم، وأذن لهم فيه من الوجوه المفترقة، واللغات والقراءات المختلفة. فهو تارة يقرئ بحرف من تلك الحروف، وتارة يقرئ بهما معا «١»؛ لصحّتهما عنده في الأثر ونشرهما «٢» لديه في الاستعمال، فهي- كلها على اختلافها واتفاقها، وتغاير ألفاظها واختلاف معانيها- عن السّلف منقولة، ومن الصحابة مأخوذة، ومن رسول الله صلى الله عليه وسلم مسموعة، ومن عند الله عزّ وجلّ منزّلة. وسبيل اختلاف الناقلين لها من الأئمة، سبيل من دونهم من الراوين، وشبه ما ذكرناه وبيّنّا صحّته، وبالله التوفيق.

[ذكر رجال حمزة]

٥٤٦ - ورجال حمزة جماعة كثيرة، منهم: أبو محمد سليمان بن مهران الأعمش، مولى بني كاهل، وأبو عبد الرحمن محمد «٣» بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، الأنصاري القاضي، وحمران بن أعين مولى بني شيبان، وأبو إسحاق عمرو بن عبد الله السّبيعي الهمداني «٤»، وأبو عبد الله جعفر «٥» بن محمد بن علي بن الحسين ابن علي الصادق رضي الله عنه وعن آبائه، وأبو عثّاب «٦» منصور بن المعتمر السّلمي،


(١) سقطت (معا) من ت.
(٢) أي ذيوعهما. يقال نشرت الخبر أنشره وأنشره أي أذعته. لسان العرب ٧/ ٦٤.
(٣) مات سنة ثمان وأربعين ومائة. قال في التقريب (٢/ ٨٤): صدوق سيّئ الحفظ جدا. أقول سوء حفظه للحديث لا ينافي ضبطه القراءة. انظر ترجمته وأقوال العلماء فيه في تهذيب الكمال ٣/ ١٢٣١، قال ابن الجزري فيه: أحد الأعلام، غاية النهاية ٢/ ١٦٦٥.
(٤) المغني في ضبط أسماء الرجال/ ٢٧٢.
(٥) صدوق فقيه إمام، مات سنة ثمان وأربعين ومائة. التقريب ١/ ١٣٢، غاية ١/ ١٩٦.
(٦) بمثلثة ثقيلة، ثقة ثبت، مات سنة اثنتين وثلاثين ومائة. التقريب ٢/ ٢٧٦، غاية ٢/ ٣١٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>