للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الفصل بين السور الأربع]

١٠٤٩ - قال أبو عمرو: وقد كان بعض شيوخنا يفصل بالتسمية في مذهب أبي عمرو وابن عامر وورش عن نافع من طريق الأزرق بين أربع سور، بين المدّثر والقيامة، وبين الانفطار والمطفّفين، وبين الفجر والبلد، وبين العصر والهمزة ويسكت بينهنّ سكتة من غير فصل في مذهب حمزة، وليس ذلك عن أثر يروى عنهم، وإنما هو استحباب واختيار من أهل الأداء، ولكراهة الإتيان بالجحد «١» بعد المغفرة «٢» وبعد قوله: وادخلى جنّتى «٣» [الفجر: ٣٠] وبالويل «٤» بعد اسم الله «٥» تعالى وبعد قوله:

بالصّبر [البقرة: ٤٥]، فاختاروا كذلك الفصل بين هذه السور. وليس اعتلالهم لاستحبابهم «٦» ذلك بالكراهة والبشاعة بشيء؛ لأنهما موجودتان بأنفسهما بعد أسماء الله عزّ وجلّ وصفاته في قوله: بسم الله الرّحمن الرّحيم «٧»، فلا فرق إذا بين التسمية وغيرها.

١٠٥٠ - وقد كان شيخنا أبو الفتح ينكر ذلك ولا يراه أعني الفصل والسكت بين الأربع سور في مذهب أبي يعقوب [و] «٨» من ترك الفصل؛ إذ لا أصل له من رواية، ولا تحقيق له في دراية. وروى الفصل بينهنّ في مذهب أبي يعقوب عن ورش خلف بن إبراهيم عن قراءته. وبلغني عن ابن مجاهد «٩» أنه كان يأخذ في مذهب أبي عمرو بالسكت على آخر المدّثر والانفطار والفجر، ثم يبتدئ بما يلي كل واحدة «١٠» من السّور، فيجعل الفصل بعد السّور الثلاث سكتة، وذلك أيضا استحباب منه رحمه الله.


(١) إشارة إلى قوله تعالى" لا أقسم" في فاتحة سورة القيامة والبلد.
(٢) في خاتمة سورة المدثر، وذلك قوله تعالى" وأهل المغفرة".
(٣) في خاتمة سورة الفجر.
(٤) قوله تعالى" ويل" في فاتحة سورة المطففين والهمزة.
(٥) في خاتمة سورة الانفطار، وذلك قوله تعالى" والأمر يومئذ لله".
(٦) في م: (اعتلاهم لا بهم). وفي ت: (اعتلا لا تهم) وكلاهما تحريف لا يستقيم به السياق.
(٧) طمست في ت.
(٨) زيادة يقتضيها السياق.
(٩) و (١٠) طمست في ت.

<<  <  ج: ص:  >  >>