للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عليها «١». وقرأ الباقون بإشباع كسرة الهاء وضمّة الراء في جميع ما تقدّم.

واختلف عن إسماعيل عن نافع في تسهيل الهمزة وتخفيفها من قوله: بارئكم [٥٤] فروى البرمكي «٢» عن أبي عمر عنه عن نافع يجعل مكان الهمزة ياء، ولم يبيّن حال الياء، ويحتمل وجهين: أن تكون ساكنة بدلا من الهمزة على غير قياس، وأن تكون مكسورة بكسرة خفيفة بين بين على قياس التخفيف، وذلك الوجه.

فحدّثنا أحمد بن خلف «٣» عن أبي طاهر، قال: سمعت أبا بكر يحكي عن أبي الزعراء عن أبي عمر عن إسماعيل عن نافع بارئكم مكسورة من غير همز. وهذه الرواية رافعة الإشكال في كيفيتها.

وروى المسيّبي وقالون وورش عن نافع تحقيق الهمزة في ذلك، وبذلك قرأ الباقون، وقد قدّمت في باب ترك الهمزة لأبي عمرو أن أبا الحسن قرأ في رواية أبي شعيب عن اليزيدي عن أبي عمرو بإبدال الهمزة ياء ساكنة لكونها ساكنة على [مذهبه]، وأقرأني غيره في روايته [بتحقيقها] ساكنة «٤».

[حرف:]

قرأ نافع يغفر لكم [٥٨] بالياء مضمومة وفتح الفاء، وقرأ ابن عامر تغفر بالتاء مضمومة وفتح الفاء، وكذلك روى ابن شنبوذ عن بكر بن سهل «٥» عن أبي الأزهر عن ورش عن نافع «٦» «٧»؛ لأن أبا الأزهر ذكرها في كتابه


(١) بل هو منصوص عليه وقول ابن مجاهد يدل على ذلك، وقد ذكرت قول ابن الجزري في الاستدراك على أبي عمرو في هذا الموضع.
(٢) محمد بن أحمد بن عبد الله بن خالد، أبو بكر البرمكي البغدادي، شيخ، روى الحروف سماعا عن أبي عمر الدوري، روى الحروف عنه أبو طاهر بن أبي هاشم غاية ٢/ ٦٨.
(٣) لم أظفر بترجمة له.
(٤) انظر جامع البيان ٢/ ٥٧٥ - ٥٧٦. وقد نبه ابن الجزري رحمه الله على أن تحقيق الهمزة هو الصواب، وانظر النشر ٢/ ٢١٤، وقال في باب الهمز المفرد: (وانفرد أبو الحسن بن غلبون ومن تبعه بإبدال الهمزة من (بارئكم) في حرفي البقرة بإحالة قراءتها بالسكون لبي عمرو ملحقا ذلك بالهمز الساكن المبدل، وذلك غير مرضي لأن إسكان هذه الهمزة عارض تخفيفا فلا يعتد به). أ. هـ. النشر ١/ ٣٩٣.
(٥) بكر بن سهل بن إسماعيل أبو محمد الدمياطي القرشي، إمام مشهور، قرأ على عبد الصمد صاحب ورش، روى القراءة عنه أحمد بن إبراهيم بن جامع. غاية ١/ ١٧٨.
(٦) في (ت) و (م) عن ابن شنبوذ ولا يستقيم بها الكلام فحذفتها.
(٧) يبدو أن هاهنا سقطا فالكلام غير متناسق مع ما بعده، وظاهر أن المصنف رحمه الله يخبر

<<  <  ج: ص:  >  >>