للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تقدم ذكره، وقد ذكر ابن اياس أن بعض الناس اشترى قميصه للتبرك به بعد موته «١»، وهذا يدل على حسن اعتقاد الناس فيه.

[قبر السيوطي:]

لأحمد تيمور رسالة بعنوان «تحقيق قبر السيوطي»، ويبدو أن الدافع الذي حمله على كتابه بحثه ما تذهب إليه العامة من وجود قبر السيوطي في أسيوط في ضريح بأحد المساجد المسماة باسمه، فكان بعض من يسمع أنه دفن في حوش قوصون يتوهم دفنه في أشهر المسجدين فقام ببحثه تصحيحا لهذه الأخطاء وتصحيحا لخطأ وقع في خطط علي مبارك «٢». وقد تتبع تيمور ما قيل في وفاة السيوطي وموضع دفنه «٣»، وتكلم عن تاريخ القرافة الكبرى والقرافة الصغرى بالقاهرة وعن قرافة الإمام وحوش قوصون «٤»، وينتهي المحقق بعد ذلك إلى أن «الذي دلت عليه هذه النصوص والآثار وطابقه أيضا المعروف عن موضع قبره الآن أنه مدفون في هذه البقعة الواقعة شرقي باب القرافة المعروف اليوم عند العامة ببوابة السيدة عائشة، وعند بعضهم ببوابة حجاج خطأ، فإذا خرج قاصد زيارته من هذا الباب متجها إلى الشرق وسار قليلا مجتازا السكة الحديد الذاهبة من قراميدان إلى طرا اعترضه في أول هذه الجبانة شارع ممتد من الشمال إلى الجنوب الشرقي كتب على ألواحه (شارع القرافة الكبرى)، ثم يواجهه شارع خارج منه إلى جهة الشرق كتب عليه (شارع سيدي جلال)، والمراد جلال الدين السيوطي لأنه مفض بسالكه إلى حوش قوصون الذي دفن فيه، وقبره مشهور عند أهل هذه الناحية، يعرفه الخلف عن السلف من زمن وفاته إلى اليوم لا يشك في ذلك شاكّ، ويرجع الفضل في حفظه من الدثور كل هذه المدة إلى حسن اعتقاد الناس

فيه، وقصدهم إياه بالزيارة كل حين، وكانوا يقيمون له حضرة كل أسبوع ثم أبطلوها واقتصروا على المولد الذي اعتادوا عمله كل سنة


(١) المصدر السابق ج ٤ ص ٨٣.
(٢) مقدمة محيي الدين الخطيب لكتاب تحقيق قبر السيوطي ص ٣.
(٣) أحمد تيمور (باشا): تحقيق قبر السيوطي ص ٤ - ٦.
(٤) أحمد تيمور: تحقيق قبر السيوطي ص ٧ - ١٥.

<<  <   >  >>