للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الشروع فيه على يده قبل ذلك التاريخ، ونرجح أن إغفال ذكره جاء سهوا من المؤلف والأرجح أنه سهو من الناسخ.

والجدير بالملاحظة أن بعض كتب السيوطي قد مكث يعمل في تأليفها ردحا من الزمن، يكتب حين يفرغ لها بعض أجزائها، ثم يشغل بأخرى أو تجرفه أحداث الحياة، ثم يعاود بعد حين ما بدأه منذ وقت بعيد، وقد حكى عن نفسه ذلك في بعض كتبه، فالكتاب السابق «النكت» ذكر أنه شرع فيه عام ٨٦٧ هـ، وصنفه على ترتيب الألفية فكتب فيه إلى المعرب والمبني، ثم عاود الكتابة عام ٨٧٦ هـ، فكتب جزء آخر، ثم عاود الكتابة عام ٨٨٥ هـ، فانتهى إلى حروف الجر ثم أنهى تأليفه عام ٨٩٥ هـ «١».

وفي مقدمة «اللئالئ المصنوعة» يبين أنه شرع في تأليفه عام ٨٧٠ هـ وفرغ منه عام ٨٧٥ هـ وكتب منه عدة نسخ، بيد أنه بدا له في عام ٨٩٥ هـ أن يعيد كتابته مرة أخرى مع بعض التغييرات والزيادات التي رآها لازمة لمؤلفه، فأعاد تأليف الكتاب مرة أخرى «٢».

كما توضح مقدمته لكتابه «بغية الوعاة» أنه شرع في جمعه والاعتداد له منذ عام ٨٦٨ هـ، وأنه لم يخرجه على صورته الأخيرة إلا بعد عام ٨٩٩ هـ، بعد أن كان بمكة واطلع على ما جمعه صديقه الحافظ نجم الدين بن فهد «٣».

والملاحظة الثانية أن الجانب الأكبر من مؤلفاته يتمثل في رسائل صغيرة أو كتيبات ما بين صفحة واحدة وبضع عشرات من الصفحات، وما هو دون العشر كثير فله نحو ثلاثين مقامة لا يتجاوز أكثرها عشر صفحات، وقد طبع من رسائله في كتاب «الحاوي للفتاوي» ثمانون رسالة، كما أن هناك مخطوطا قد عثرت عليه بدار الكتب يحوي نحو ١١٤ رسالة له تكرر بعضها بكتاب الحاوي، وكثير من رسائله لا يزال مخطوطا، وبدار الكتب المصرية عدد كبير منها، بعضها في مخطوط مفرد، وبعضها ضمن مجاميع له أو مجاميع لأكثر من


(١) المصدر السابق ورقة ٣٢٧.
(٢) اللئالئ المصنوعة ص ٢، ٣.
(٣) بغية الوعاة ص ٢، ٣

<<  <   >  >>