للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد قدم لمؤلفه بمقدمة مستفيضة تحدث فيها بوضوح عن اختلاف العلماء حول وقوع المعرب في القرآن، وعرض هذه الآراء جميعها، وبيّن أن اختياره هو وقوع ألفاظ من جميع اللغات بالقرآن الكريم، وقد أورد عددا من النقول التي تؤيد رأيه وأكثر منها فروى عن إسحاق بن أبي ميسرة قوله: «في القرآن من كل لسان»، ونقل بإسناد عن الضحاك نفس القول، وعن غيره أنه قال: «ليس لغة في الدنيا إلا وهي في القرآن ... » إلى آخر ما أورده، وقد تحدث محاولا التعليل لاحتواء القرآن على ألفاظ من اللغات الأخرى ونقل عددا من وجهات النظر التي ترى أن ذلك إحدى مناقب القرآن وفضائله، وقد عرضنا لهذا الموضوع فلا حاجة بنا إلى إعادته.

وقد ختم السيوطي مؤلفه بقوله: «فهذا ما وقفت عليه من الألفاظ المعربة في القرآن بعد الفحص الشديد سنين، وسعة النظر والمطالعة، ولم تجتمع في كتاب قبل هذا، وقد نظم القاضي تاج الدين السبكي منها سبعة وعشرين لفظا في أبيات، وذيّل عليه الحافظ أبو الفضل بن حجر بأبيات فيها أربعة وعشرون، وعدة ما استدركته عليهما اثنان وسبعون لفظا، ستة كالمكررة ... فتمت بدونها مائة لفظ وسبع عشرة لفظة، وقد ذيلت عليهما بالست والستين» «١».

وهكذا يتضح مدى الجهد الذي بذله في الاحاطة بجوانب الموضوع، وقد غلبت عليه الطبيعة التي امتاز بها عصره وهي الجمع والترتيب والتنسيق- والمنهج النقلي الذي وضحنا خصائصه- في هذه المرحلة.

وقد ختم السيوطي مؤلفه بمنظومة للتاج السبكي يذكر فيها الألفاظ المعربة التي وقعت في القرآن والتي يقول فيها:

السلسبيل وطه كورت بيع ... روم وطوبى وسجيل وكافور

إلى آخر ما أورده، ثم أتبعها بما استدركه الحافظ ابن حجر الذي نظم فيه قوله:

وزدت حرّم ومهل والسجل كذا ... السّرى والأب ثم الجبت مذكور


(١) المهذب ورقة ١٧ ص ٣٤.

<<  <   >  >>