للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والنحو والصرف وعلوم العربية وفي العلوم الكونية، ثم ما ألف من كتب جامعة «١».

ولا نرى داعيا لتكرار ما سبق إليه الباحث ونكتفي بالاحالة إليه، ويكفينا أن نخلص إلى أن العصر قد شهد حركة تأليفية وعرفت خزائن الكتب آلافا من الكتب المتنوعة في شتى فروع المعرفة لا سيما الفقه والحديث واللغة والنحو.

ومما يؤسف له أن كثيرا من هذه الكتب رغم قرب عهدها منا قد ضاع واندثر ولا نجد له ذكرا في فهارس المكتبات المصرية مخطوطا أو مطبوعا، على أن كثيرا مما تبقى لا يزال إلى اليوم مخطوطا لم تمتد إليه يد النشر.

ويمكننا أن نذكر عدة ملاحظات عامة على التأليف والمؤلفات في ذلك العصر نجملها في النقاط التالية:

[منهج التاليف فى العصر]

[١ - الاتجاه الموسوعي:]

اتجه المؤلفون إلى وضع موسوعات علمية تجمع أشتاتا من علوم مختلفة، ويستطرد المؤلف فيها إلى كثير من الميادين حسب المناسبات، فنرى فيها التقويم والتاريخ والأدب شعرا ونثرا إلى جانب الفكاهة أو الحديث عن الحيوان والنبات أو الحديث في الطب وما شاكل ذلك وهي في جملتها تفي بجمع المعلومات المختلفة والحقائق المتفرقة، والنصوص المتباعدة المبعثرة التي تجمعها أدنى جامعة، ويربط بينها رباط يبدو واهيا، ويظهر فيها الاستطراد والتسلسل من موضوع إلى موضوع.

ويدل وضع هذه الموسوعات على سعة علم واضعيها ومقدار اطلاعهم الواسع وصبرهم على تدوين ما لديهم من العلوم وتنسيقه، وليس وضع الموسوعات عملا آليا خاليا من الجهد العقلي كما يتهم أصحابه بذلك من قبل بعض المحدثين، وإن كان يؤخذ على هذه الطريقة خلطها بين المواد العلمية المختلفة وقلة العناية بوحدة الموضوع فإننا لا نستطيع أن ننكر ما لها من فوائد في حفظ هذه العلوم والأفكار من الضياع.


(١) نفس المصدر، المجلد الثالث ص ١٤٦ - ١٧٢.

<<  <   >  >>