للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مغنى ابن هشام سماها «المنصف من الكلام على مغنى ابن هشام» تعقب فيها الدماميني كثيرا «١»، وله نظم حسن. وقد سمع السيوطي عليه قطعة كبيرة من المطول للشيخ سعد الدين، ومن التوضيح لابن هشام، وسمع وقرأ عليه في الحديث عدة أجزاء، وكانت صلة السيوطي بشيخه طيبة طيلة حياته، وقد مدحه بشعره، ورثاه بمرثية طويلة بعد وفاته التي كانت في ذى الحجة عام ٨٧٢ هـ.

ويعد الشمني شيخ السيوطي من أشهر نحاة القرن التاسع وقد رزق مؤلفه «المنصف من الكلام» رواجا كبيرا في عصره.

[٥ - محيي الدين الكافيجي:]

لقب بالكافيجي على ما يقال لكثرة اشتغاله بكافية ابن الحاجب في النحو، وقد لازمه السيوطي أطول مدة إذ بلغت أربع عشرة سنة، وأخذ عنه أكثر ما أخذ، وقد جمعتهما صلات طيبة يوضحها قول السيوطي: «ما كنت أعد الشيخ إلا والدا بعد والدي لكثرة ما له علي من الشفقة والافادة، وكان يذكر أن بينه وبين والدي صداقة تامة، وأن والدي كان منصفا له بخلاف أكثر أهل مصر» «٢».

وقد ترجم له السيوطي ترجمة تفيض بالاعجاب والتقدير «٣»، شأن الترجمة السابقة للشّمنيّ، وهو محيي الدين محمد بن سليمان بن سعد بن مسعود الرومي، وقد اشتهر بأنه علامة وقته في المعقولات: «الكلام وأصول اللغة والنحو والتصريف والاعراب والمعاني والبيان والجدل والمنطق والفلسفة والهيئة بحيث لا يشق أحد غباره في شيء من هذه العلوم «٤»، هذا إلى جانب دراسته للعلوم النقلية ومعرفته بها كالتفسير والحديث والفقه وقد صنف كثيرا من الكتب في العلوم العقلية ويبدو أن كثيرا منها قد أتت عليه يد الحدثان وأكثر تآليفه مختصرات.


(١) د. شوقي ضيف: المدارس النحوية ص ٣٥٧.
(٢) السيوطي: بغية الوعاة ص ٤٨.
(٣) حسن المحاضرة ج ١ ص ٣١٧، ٣١٨، بغية الوعاة ص ٤٨ وما بعدها.
(٤) بغية الوعاة ص ٤٨.

<<  <   >  >>