للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد تولى مشيخة التصوف بتربة الأشرف برسباي، وتولى مشيخة الشيخونية بعد أن رغب عنها ابن الهمام، وقد عاصره السيوطي بالشيخونية إذ كان السيوطي يلي تدريس الحديث بها.

ويعد الكافيجي من أشهر علماء عصره، ويعد هو والشّمني أشهر نحاة القرن التاسع، وقد نص السيوطي على أنهما أنحى من رآه من الشيوخ «١»، وقد أورد لهما في كتابه جمع الجوامع بعض الآراء والاختيارات النحوية، وخالفهما في بعض الأحيان، وقد توفي الكافيجي عام ٨٧٩ هـ، وقد رثاه الشهاب المنصوري شاعر وقته «٢».

[٦ - سيف الدين الحنفي:]

حضر السيوطي عنده دروسا عديدة كما ذكر عن نفسه في الكشاف والتوضيح وحاشيته عليه وتلخيص المفتاح.

وهو محمد بن محمد بن عمر بن قطلوبغا البكتري «٣»، ولد في عام ٨٠٠ هـ، وأخذ عن شيوخ عصره ولازم الكمال بن الهمام الذي كان يلي مشيخة الشيخونية، وبرع في الفقه والأصول والنحو، وقد ولى التدريس بكثير من المدارس، واستنابه ابن الهمام في مشيخة الشيخونية مدة حجه، وقد ولى مشيخة المؤيدية ثم آلت إليه فيما بعد مشيخة الشيخونية، ومن ثم فلقد عاصر السيوطي بها حين كان يقوم بتدريس الحديث، توفي السيف الحنفي في ذي القعدة عام ٨٨١ هـ، وقد ذكر السيوطي أنه آخر شيوخه موتا لم يتأخر بعده أحد ممن أخذ عنهم، وقد رثاه بعد موته، وأهم مصنفاته حاشية على توضيح ابن هشام.

هؤلاء أهم شيوخ السيوطي الذين درس على أيديهم وتلقى عنهم وكان لهم تأثير في عقليته ومنهجه الفكري وتوجيه حياته، وقد كان من تحدثنا عنهم- في حقيقة الأمر- أشهر رجال عصرهم في الفنون التي ثقفها على أيديهم السيوطي،


(١) المصدر السابق ص ٣٠٩، ٣١٠ ترجمة عبد القادر بن أبي القاسم نحوي مكة.
(٢) بدائع الزهور ج ٢ ص ١٥١، ١٥٢.
(٣) بغية الوعاة ص ٩٢، حسن المحاضرة ج ١ ص ٢٧٣.

<<  <   >  >>