للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بعدها «١». وعن ابن عباس: كلها مكية «٢»، إلّا السجدتين «٣».

وأُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ .. والتي بعدها «٤».

[سورة الفرقان]

وقال ابن عباس وقتادة: الفرقان مكية إلّا قوله وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ


١٧/ ١١٠. وهذا كله مخالف لما ذكره السخاوي- رحمه الله- ومنه يتضح أن الآية فيها الخلاف، ويبدو أن الراجح كونها مكّيّة، نظرا لكثرة القائلين بذلك. والله تعالى أعلم.
(١) الحج (٥٨ - ٥٩).
... ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ ماتُوا لَيَرْزُقَنَّهُمُ اللَّهُ رِزْقاً حَسَناً .. الآيتين. لم أقف على من نص على مدنيّة هذه الآية وَالَّذِينَ هاجَرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ...
ولكن بالرجوع إلى ما ذكره العلماء من سبب نزولها، يمكن أن يقال إنها مدنيّة، ويدل على ذلك ما يلي:
يقول الإمام الطبري ١٧/ ١٩٤ «ذكر أن هذه الآية نزلت في قوم من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، اختلفوا في حكم من مات في سبيل الله، فقال بعضهم: (سواء المقتول منهم والميت) اه اي حتف أنفه-.
ثم يقول الطبري: وقال آخرون: المقتول أفضل، فأنزل الله هذه الآية على نبيه صلّى الله عليه وآله وسلّم يعلمهم استواء أمر الميت في سبيله والمقتول فيها في الثواب عنده. اه.
وانظر: تفسير الفخر الرازي ٢٣/ ٥٧، والقرطبي ١٢/ ٨٨، وأبي حيان ٦/ ٣٨٣، والثعالبي ٣/ ٨٦، والسيوطي: ٦/ ٧١ والألوسي ١٧/ ١٨٨.
(٢) أي سورة الحج.
(٣) السجدتان هما قوله تعالى أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ .. الآية ١٨ وقوله سبحانه يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا .. الآية ٧٧ واستثناء السجدتين عن ابن عباس يعد رواية أخرى سوى ما تقدم عنه. وبعد الانتهاء من الكلام عن سورة الحج، يفهم مما تقدم أن هذه السورة وقع فيها خلاف شديد بين العلماء فمنهم من قال بأنها مكية إلّا بعض الآيات فهي مدنية.
ومنهم من قال: بل هي مدنية إلّا بعض الآيات فهي مكيّة، وقد قال القرطبي: ١٢/ ١ هنا كلاما حسنا، وخلاصته ما يلي:
قال الجمهور: السورة مختلطة، منها مكّي ومنها مدنيّ. وهذا هو الاصح، لأن الآيات تقتضي ذلك.
وراجع الإتقان ١/ ٣٢، والبحر المحيط: ٦/ ٣٤٩، وفتح القدير ٣/ ٤٣٤، وروح المعاني ١٧/ ١١٠، والجمل على الجلالين ٣/ ١٥٠ وحاشية الصاوي عليه ٣/ ٩٢.
(٤) تقدم الحديث عنهما قريبا.

<<  <  ج: ص:  >  >>