للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[سورة لقمان]

وقيل: إن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم لمّا قدم المدينة أتاه اليهود، فقالوا: يا محمد بلغنا أنك تقول:

وَما أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا «١». أفعنيتنا أم عنيت قومك؟ فقال صلّى الله عليه وآله وسلّم: «عنيت الجميع». فقالوا: يا محمد، أما تعلم أن الله عزّ وجلّ أنزل التوراة على موسى- عليه السلام- وخلفها موسى فينا؟

وفي التوراة أنباء كل شيء! فقال صلّى الله عليه وآله وسلّم: «التوراة وما فيها من الأنباء قليل في علم الله تعالى» فأنزل الله عزّ وجلّ وَلَوْ أَنَّما فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ .. إلى آخر الآيات الثلاث «٢»، وباقيها مكيّ «٣».

[سورة السجدة]

وفي السجدة ثلاث آيات نزلن بالمدينة لمّا قال الوليد بن عقبة «٤» لعلي «٥» - رضي الله


(١) الإسراء: (٨٥).
(٢) لقمان: (٢٧ - ٢٩).
(٣) ذكره الطبري في تفسيره ٢١/ ٨١ بأسانيده إلى ابن عباس وعكرمة وعطاء بن يسار بألفاظ متقاربة، وعزاه ابن إسحاق إلى ابن عباس انظر: سيرة ابن هشام ١/ ٣٠٨.
كما ذكر نحو قول السخاوي: الواحدي في أسباب النزول: ١٩٨. وأيضا البغوي في تفسيره ٥/ ١٨١.
يقول الخازن وعلى هذا، الآية مدنية. اه وهو تأييد لما ذكره السخاوي، وقد نسب السيوطي هذا القول إلى ابن عباس، انظر الإتقان ١/ ٢٤، ٤٣، وراجع الدر المنثور ٦/ ٥٢٦، وأسباب النزول له ص ٥٦٠ على هامش الجلالين.
(٤) الوليد بن عقبة بن أبي معيط أبو وهب الأموي القرشي، أخو عثمان بن عفان لأمه، أسلم يوم فتح مكة ت ٦١ هـ.
انظر: السيرة النبوية ٢/ ٢٩٦، والتقريب ٢/ ٣٣٤، والإصابة ١٠/ ٣١١، رقم ٩١٤٨، وجمهرة أنساب العرب، ١١٥، والأعلام ٨/ ١٢٢.
(٥) علي بن أبي طالب بن عبد المطلب الهاشمي القرشي، أبو الحسن أمير المؤمنين، ورابع الخلفاء الراشدين، وأحد المبشرين بالجنة، وابن عم النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم وصهره، مناقبه أشهر من أن تذكر رضى الله عنه، استشهد سنة ٤٠ هـ، قتله عبد الرحمن بن ملجم المرادي.
انظر: صفة الصفوة ١/ ٣٠٨، ومعرفة القراء الكبار ١/ ٢٥، والإصابة ٧/ ٥٧، رقم ٥٦٨٢، والأعلام ٤/ ٢٩٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>