للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يَقُولُونَ افْتَرى عَلَى اللَّهِ كَذِباً فَإِنْ يَشَإِ اللَّهُ يَخْتِمْ عَلى قَلْبِكَ .. «١» قال: ثم إن الأنصاري تاب وندم، فأنزل الله تعالى وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبادِهِ .. إلى قوله ... لَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ «٢» فهذه الآيات على قوله مدنيّات «٣».

[سورة الجاثية]

وقال قتادة- في الجاثية في قوله عزّ وجلّ قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا ... «٤»: هذه الآية وحدها مدنيّة «٥».


الألوسي ١٥/ ٣٨ عن سعيد بن جبير إلّا أنّه نسب هذه المقالة إلى المنافقين ثم تابوا بعد نزول الآية وندموا فأنزل الله وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبادِهِ ...
(١) الشورى (٢٤).
(٢) الشورى: (٢٥ - ٢٦).
(٣) اختلف العلماء في هذه الآيات التي استثناها السخاوي عن ابن عباس وقتادة- هل هي مكيّة- فتكون السورة كلها مكية دون استثناء-، أو مدنية؟
قال القرطبي: ١٦/ ١ السورة مكيّة في قول الحسن وعكرمة وعطاء وجابر ثم قال: وقال ابن عباس وقتادة: إلّا أربع آيات منها أنزلت بالمدينة وذكرها، وكذلك الشوكاني ٤/ ٥٢٤ عزا هذا الاستثناء إلى ابن عباس وقتادة وهو موافق لما ذكره السخاوي عنهما.
وعزاه أبو حيان ٧/ ٥٠٧ والخازن ٦/ ٩٧ إلى ابن عباس، وهذا الاستثناء مبني على أن الآيات نزلت في الأنصار أو في المنافقين- كما تقدم.
وهناك قول بمكية هذه السورة كلها، وهو متفق مع القرطبي في أحد قوليه، وفي هذا المعنى يقول ابن كثير ٤/ ١١٢ - بعد أن ساق الآثار الصحيحة عن ابن عباس في تفسيرها- يقول: وذكر نزول الآية: قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ .. - في المدينة فيه نظر، لأن السورة مكية. اه وهذا ما رجحه ابن حجر في الفتح ٨/ ٥٤٦.
ويقول الشوكاني: ٤/ ٥٣٦ - عند تفسير الآية- الأولى إنّ الآية مكيّة لا مدنيّة ومن قال إنّها مدنية، فإنّ أدلته التي تمسك بها لا تقوى على ما ثبت عن ابن عباس من عدة طرق من تفسيرها بما يفيد مكيّتها. انتهى بمعناه.
وهذا هو الصحيح- إن شاء الله تعالى- وما عدا ذلك فهي أقوال مرجوحة، سيما وإنّ السيوطي ذكر في الدر ٧/ ٣٤٦ عن ابن عباس قال: نزلت هذه الآية بمكة، كان المشركون يؤذون رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فأنزل الله .. وذكر الآية.
(٤) الجائية (١٤) قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللَّهِ ..
(٥) أورد الواحدي في أسباب النزول ص ٢١٥ روايتين عن ابن عباس في سبب نزول هذه الآية، تدلّان على أن الآية مدنيّة، وأنها نزلت في عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- وعبد الله بن أبي بسبب ما جرى بينهما في غزوة بني المصطلق.
والرواية الثانية أنها نزلت في عمر وفنحاص اليهودي عند ما قال: احتاج ربّ محمد، فروى أنّ

<<  <  ج: ص:  >  >>