للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سمّي روحا لأنه تحيا به القلوب والدين «١»، قال الله عزّ وجلّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذا دَعاكُمْ لِما يُحْيِيكُمْ «٢».

٩ - ومن أسمائه: المثاني «٣»:

قال الله عزّ وجلّ: اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتاباً مُتَشابِهاً مَثانِيَ .... «٤»

سمّي مثاني لأن القصص والأنباء ثنيت فيه، أي كررت، يقال: ثنيت الشيء إذا كررته «٥».

وسماه الله عزّ وجلّ:

١٠ - الهدى «٦»،

١١ - والبيان «٧»،

١٢ - والتبيان «٨»،


(١) قال القرطبي ١٦/ ٥٥ وأبو حيان ٧/ ٥٢٧: «وسمّي ما أوحى إليه (روحا) لأن به الحياة من الجهل».
زاد أبو حيان: وقال مالك بن دينار: «يا أهل القرآن، ماذا زرع القرآن في قلوبكم؟ فإن القرآن ربيع القلوب، كما أن العشب ربيع الأرض» وانظر الهدى والبيان في أسماء القرآن: ٢/ ٤٤ فإن فيه كلاما نفيسا حول هذا الموضوع.
(٢) الأنفال (٢٤).
(٣) سبق أن ذكرت بأن كثيرا من العلماء أسرفوا في سرد مجموعة كبيرة من أوصاف القرآن وجعلها أسماء له.
والذي ظهر لي أن ما ذكره السخاوي من هنا إلى آخر كلامه على الأسماء إنما هو من هذا القبيل، ويظهر هذا جليا لمن أمعن النظر في ذلك والله أعلم.
(٤) الزمر: (٢٣).
(٥) كأن المؤلف قصر ذلك على تثنية القصص والأنباء، ويظهر لي من خلال كلام العلماء أن كلمة (مثاني) يمكن أن تشمل عدة معان إضافة إلى ما ذكره المؤلف، يقول الراغب: (ثني) ص ٨٢.
«وسميت سور القرآن مثاني لأنها تثني على مرور الأوقات وتكرر فلا تدرس ولا تنقطع دروس سائر الأشياء التي تضمحل وتبطل على مرور الأيام وعلى ذلك قوله تعالى اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتاباً مُتَشابِهاً مَثانِيَ ولما يتجدد حالا فحالا من فوائده، ويصح أن يكون ذلك من الثناء تنبيها على أنه أبدا يظهر منه ما يدعو إلى الثناء عليه وعلى من يتلوه ويعلمه ويعمل به ... ».
وراجع تفسير القرطبي ١٥/ ٢٤٩، وأبي حيان ٧/ ٤٢٣، والبرهان ١/ ٢٨٠، ومشكل القرآن وغريبه ٢/ ١٠٣.
(٦) لأن فيه دلالة بينة إلى الحق، وتفريقا بينه وبين الباطل. البرهان ١/ ٢٧٩.
قال تعالى: ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ البقرة (٢).
(٧) من قوله تعالى هذا بَيانٌ لِلنَّاسِ آل عمران (١٣٨).
(٨) من قوله تعالى وَنَزَّلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ تِبْياناً لِكُلِّ شَيْءٍ النحل (٨٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>