للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال أبو عبيد: (وهذا كالرجل يريد لقاء صاحبه، أو يهم بالحاجة، فتأتيه «١» من غير طلب، فيقول:- كالمازح- جئت «٢» على قدر يا موسى!، وهذا من الاستخفاف بالقرآن).

ومنه قول ابن شهاب: (لا تناظر بكتاب الله ولا بسنّة رسول الله صلّى الله عليه وسلم) «٣».

قال أبو عبيد: يقول «٤»: لا تجعل لهما نظيرا من القول ولا الفعل.

[ذكر فضل قيام حامل القرآن به]

وعن مخرمة بن شريح الحضرمي «٥» قال: (ذكر رجل عند النبي صلّى الله عليه وسلم فقال: ذاك لا يتوسد «٦» القرآن) «٧».

قال: وعن الحسن (أنه سئل عمن جمع القرآن، أينام عنه؟ فقال: يتوسد القرآن؟! لعن الله ذلك) «٨».


(١) في د وظ: فيأتيه.
(٢) في د: وجبت. وفي ظ: وجيت
(٣) ذكره أبو عبيد أيضا ص ٦٢.
(٤) (يقول) ليست في د وظ.
(٥) ذكره خليفة بن خياط في تاريخه وقال: انه استشهد يوم اليمامة ص ١١١، وذكره ابن عبد البر في الاستيعاب في معرفة الأصحاب ٦/ ٥٢، وابن حجر في الإصابة ٩/ ١٤٥، ٥/ ٧٠.
(٦) قال ابن الأعرابي: (لقوله: لا يتوسد القرآن، وجهان: أحدهما: مدح والآخر ذم، فالذي هو مدح أنه لا ينام عن القرآن ولكن يتهجد به، ولا يكون القرآن متوسّدا معه بل هو يداوم قراءته ويحافظ عليها، وفي الحديث: (لا توسدوا القرآن واتلوه حق تلاوته). والذي هو ذم أنه لا يقرأ القرآن ولا يحفظه ولا يديم قراءته، وإذا نام لم يكن معه من القرآن شيء، فإن كان مدحه فالمعنى هو الأول وان كان ذمه فالمعنى هو الآخر.
قال أبو منصور: وأشبههما أنه أثنى عليه وحمده اه. اللسان ٣/ ٤٦٠ «وسد». وراجع النهاية في غريب الحديث لابن الأثير ٥/ ١٨٢.
(٧) رواه الإمام أحمد في مسنده بسنده إلى الزهري عن السائب بن يزيد أن شريحا الحضرمي ذكر عند النبي صلّى الله عليه وسلم فقال: وذكره، المسند ٣/ ٤٤٩، وبهذا يتبين أن الرجل الذي ذكر هو والد مخرمة راوي الحديث. ورواه أبو عبيد في فضائله بسنده إلى مخرمة بن شريح الحضرمي باب ما يؤمر به حامل القرآن من تلاوته و .. الخ ص ٦٥. وأورده ابن حجر عند ترجمته لشريح الحضرمي وصححه.
انظر الإصابة ٥/ ٧٠ رقم ٣٨٨٤.
(٨) قال أبو عبيد: وقد ذكرنا تفسير التوسد عن الحسن ... وذكره.

<<  <  ج: ص:  >  >>