كتاب جمال القراء وكمال الإقراء - ت عبد الحق

بحبتين، وقفت على صاحب لبن، فقلت: بكم هذا؟ فقال: هو لك بسدس، فقلت: لا، بثمن، فقال: هو لك، وكان يعرفك، اكشف عن رأسك قناع الغافلين، وانتبه من رقدة الموتى، واعلم «١» أنه من قرأ القرآن، ثم آثر الدنيا، لم آمن أن يكون بآيات الله عزّ وجلّ من المستهزئين «٢») اه.

وعن الحسن قال: مررت أنا وعمران بن حصين «٣» على رجل يقرأ سورة يوسف، فقام عمران يستمع لقراءته، فلمّا فرغ، سأل فاسترجع عمران، وقال: انطلق فإني سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلم يقول: «من قرأ القرآن فليسأل الله به، فإنه سيأتي قوم يقرءون القرآن يسألون الناس به» «٤» اه.

[ذكر آداب حملة القرآن وفضلهم]

وحدّثني أبو المظفر بالإسناد إلى النسائي، أنبأ (عمر) «٥» بن علي «٦» ثنا عبد الرحمن «٧» ثنا سلام بن أبي مطيع «٨» عن أبي عمران الجوني «٩» عن جندب «١٠» قال: قال رسول

(١) في ظ: فاعلم. خطأ.
(٢) أخرجه الآجري في كتاب أخلاق أهل القرآن ص ١٠٣. وأورده ابن الجوزي بنحوه وبلفظ أطول عند ترجمته ليوسف بن أسباط، وفيه قال حذيفة المرعشي: كتب إليّ يوسف بن أسباط: أما بعد فإني أوصيك ... إلخ ٤/ ٢٦٣، ولعله حصل بينهما تبادل بالرسائل، وراجع حلية الأولياء لأبي نعيم ٨/ ٢٣٧ - ٢٥٣.
(٣) عمران بن حصين بن عبيد بن خلف الخزاعي، أسلم عام خيبر وصحب، وكان فاضلا، وقضى بالكوفة، مات بالبصرة سنة ٥٢ هـ. التقريب ٢/ ٨٢، وراجع صفة الصفوة ١/ ٦٨١.
(٤) أخرجه الآجري في كتاب أخلاق أهل القرآن ص ١٠٦ وابن أبي شيبة في مصنفه بسنده إلى الحسن عن عمران بن حصين ... في كتاب فضائل القرآن باب من كره أن يتأكل بالقرآن ١٠/ ٤٨٠. والإمام
أحمد بسنده كذلك إلى عمران بن حصين ٤/ ٤٣٢، ٤٣٦، ٤٤٥، والترمذي في أبواب فضائل القرآن الباب رقم ٢٠ بسنده إلى عمران بن حصين وقال: هذا حديث حسن اه ٨/ ٢٣٤. وراجع التذكار للقرطبي ص ٧٥ باب ٢١.
(٥) هكذا في الأصل. وفي بقية النسخ: عمرو. وهو الصواب.
(٦) عمرو بن علي بن بحر تقدم.
(٧) عبد الرحمن بن مهدي تقدم.
(٨) سلام بن أبي مطيع أبو سعيد الخزاعي مولاهم البصري ثقة صاحب سنة، في روايته عن قتادة ضعف، من السابعة، مات سنة ١٦٤ هـ وقيل بعدها. التقريب ١/ ٣٤٢، والميزان ٢/ ١٨١، والجرح والتعديل ٤/ ٢٥٨، والحلية ٦/ ١٨٨.
(٩) عبد الملك بن حبيب الأزدي أو الكندي أبو عمران الجوني- نسبة إلى جون بطن في الأزد- مشهور بكنيته، ثقة من كبار الرابعة، مات سنة ١٢٨ هـ. التقريب (١/ ٥١٨).
(١٠) جندب بن عبد الله بن سفيان البجلي، أبو عبد الله، وربما نسب إلى جده، له صحبة، ومات بعد