للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[تجزئة القرآن]

«١» يقال: أجزاء القرآن والأحزاب والأوراد: بمعنى واحد، وأظن الأحزاب مأخوذة


(١) جزأ العلماء القرآن تجزئات شتى، منها التجزئة إلى ثلاثين جزءا؛ فقد جزءوه إليها أولا وأطلقوا على كل واحد منها اسم الجزء، بحيث لا يخطر بالبال عند الإطلاق غيره.
فإذا قال قائل: قرأت جزءا من القرآن تبادر للذهن أنه قرأ منه جزءا من الأجزاء الثلاثين.
ثم جزءوا كل واحد من هذه الأجزاء الثلاثين إلى جزءين فصارت الأجزاء بذلك ستين- وسيأتي إن شاء الله بيان هذا كله بالتفصيل- وقد أطلقوا على كل واحد منها اسم الحزب. ثم جزءوا كل واحد من هذه الأحزاب الستين إلى ثمانية أجزاء فصارت بذلك أربعمائة وثمانين جزءا، فإذا حفظ من يريد حفظ القرآن في كل يوم من ذلك جزءا- أي ثمن حزب أتم حفظه في نحو سنة وأربعة أشهر. انظر كتاب التبيان لبعض المباحث المتعلقة بالقرآن (ص ١٥٤) وسيأتي- بإذن الله- أن المنصور العباسي طلب من عمرو بن عبيد أن يجزئ له القرآن بحيث يحفظه في سنة، فجزأه له إلى ثلاثمائة وستين جزءا، وقال: إنه حفظ القرآن على هذه التجزئة وحفظ بها جماعة من الناس، فحفظ المنصور العباسي القرآن على تلك التجزئة وحفظ بها ولده المهدي العباسي ومن هذه التجزئة يمكن استخراج انصاف القرآن وأثلاثه وأرباعه وأخماسه وأسداسه وأعشاره، وسيذكرها المصنف بالتفصيل، مع ذكر الأسباع والأثمان والاتساع وأجزاء اثني عشر وخمسة عشر وستة عشر وأربع وعشرين وسبع عشرين ... الخ.
وقد وقع خلاف يسير بين العلماء في هذه التجزئة- كما سيأتي إن شاء الله تعالى- وفي هذه التجزئة ما يبعث على حفز الهمم وتنشيط القارئ حتى يسير قدما في حفظ القرآن والإقبال عليه دون كلل أو ملل، والله الموفق.
وهنا ينشأ سؤال وهو من أول من وضع التجزئة؟ وأترك الإجابة لأبي عمرو الداني حيث قال:
روى شعبة عن أبي عوانة أنه قال: أول من جزأ القرآن بأسباعه وأعشاره على الآيات وجزأه على الكلمات أبيّ بن كعب، وبه أخذ أهل العراق، وجزأه على الحروف: معاذ بن جبل، وبه أخذ ابن

<<  <  ج: ص:  >  >>