للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فمذهب ابن عباس، ومن ذكرناه، أنها آية في أول كل سورة من تلك السورة، وهو مذهب ابن عمر وابن الزبير وعطاء ومكحول وطاوس وابن المبارك والشافعي «١» وقد اختلف عنه، وتحصيل مذهبه ما ذكرته اه.

سورة «١» «٣» البقرة:

١ - الم عدها أهل الكوفة «٤».


وزاد السيوطي نسبته إلى ابن أبي شيبة وأحمد وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه والبيهقي كلهم عن أنس بن مالك عن النبي صلّى الله عليه وسلّم.
انظر: الدر المنثور (٨/ ٦٤٧).
(١) وهنا أحب أن أعيد إلى ذهن القارئ ما قاله القرطبي- فيما سبق- أن هذه المسألة اجتهادية لا قطعية، أي مسألة إثبات البسملة، أو نفيها، ثم ما يترتب على ذلك من الجهر وعدمه،- وهذا طبعا عدا البسملة الواردة في سورة النمل- فإنه لا خلاف فيها بين المسلمين أنها من القرآن- كما سبق-.
يقول الإمام الشوكاني:- بعد أن ذكر أقوال العلماء في البسملة هل هي آية من الفاتحة فقط أو من كل سورة أو ليست بآية- يقول: واعلم أن الأمة أجمعت أنه لا يكفر من أثبتها ولا من نفاها لاختلاف العلماء فيها بخلاف ما لو نفى حرفا مجمعا عليه، أو أثبت ما لم يقل به أحد فإنه يكفر بإجماع ... ولا خلاف في إثباتها خطأ في أوائل السور في المصحف إلا في أول سورة التوبة.
وأما التلاوة فلا خلاف بين القراء السبعة في أول فاتحة الكتاب وفي أول كل سورة إذا ابتدأ بها القارئ ما خلا سورة التوبة ... اه نيل الأوطار (٢/ ٢٠١).
قال الزيلعي ما ملخصه: والمذاهب في كون البسملة من القرآن ثلاثة: طرفان ووسط.
فالطرف الأول: قول من يقول: إنها ليست من القرآن، إلا في سورة النمل، كما سبق عن مالك وطائفة من الحنفية، وقاله بعض أصحاب أحمد مدعيا أنه مذهبه.
والطرف الثاني: وهو المقابل لهذا القول: قول من يقول: إنها آية من كل سورة، أو بعض آية كما هو المشهور عن الشافعي، ومن وافقه.
والقول الوسط: قول من يقول: إنها آية مفردة مستقلة بذاتها حيث كتبت من المصحف، كما تلاها النبي صلّى الله عليه وسلّم حين أنزلت عليه إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ والحديث رواه مسلم كما مر قريبا، وهذا قول ابن المبارك وداود وأتباعه، وهو المنصوص عن أحمد، وبه قال جماعة من الحنفية، وهو مقتضى مذهب أبي حنيفة- كما ذكر الرازي الحنفي وهو قول المحققين من أهل العلم، وفي هذا القول الجمع بين الأدلة، وكتابتها سطرا منفصلا عن السورة يؤيد ذلك .. اه ملخصا من نصب الراية (١/ ٣٢٧).
وهذا هو الذي تطمئن إليه النفس وتستريح، والله أعلم.
(٣) يلاحظ أن كلمة (سورة) المضافة إلى اسم السورة قد ذكرت في بعض السور ولم تذكر في البعض الآخر، وهكذا في كل النسخ، ولذلك فإني سأسير على ذكرها في كل سورة، سواء اتفقت النسخ أم اختلفت في ذلك، ولا يترتب على ذلك محظور.
(٤) السور التي افتتحت بحروف التهجي يعد الكوفي تلك الحروف آية مستقلة، وذلك نحو الم* إلا ما

<<  <  ج: ص:  >  >>