للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال السخاوي: قال ابن المنادي: وقد قسّم القرآن العزيز على مائة وخمسين جزءا، عمل ذلك بعض أهل البصرة ... اهـ «١».

وبالرجوع إلى مؤلفات ابن المنادي نجد أن من مؤلفاته: كتاب إختلاف العدد «٢» وفضائل القرآن، وأفواج القراء، وناسخ القرآن ومنسوخه، ولا يوجد من هذه الكتب إلّا أسماؤها مبثوثة في بطون المصنفات «٣» فالله أعلم بمظان ذلك.

وكما نقل- مثلا- عن القاضي إسماعيل بن إسحاق ما يقرب من صفحتين، وذلك عند كلامه عن نسخ قوله تعالى: ما أَفاءَ اللَّهُ عَلى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبى وَالْيَتامى وَالْمَساكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ «٤».

هذه هي المصادر التي اعتمد عليها السخاوي في كتابه (جمال القراء ... )، ومن هذا يتبين للقارئ أن السخاوي قد تنوعت مشاربه التي تضلع منها، واستقى من معينها مادته العلمية، إضافة إلى أنّه كان أحيانا يلخص ويقتبس ويتصرف في العبارات- كما قلت-.

وأحيانا كان يعمم كلامه، ولا يخص أحدا بالذكر، فيقول: قال قوم: كذا ... ،

قال بعض العلماء: كذا ... ونحو ذلك من العبارات التي تنبئ أنّه كان يقرأ ويحاول أن يلم بالموضوع، ثم يصوغه بأسلوبه الخاص- رحمه الله-.

ب- مشتملات الكتاب:

صدر السخاوي كتابه (جمال القراء .. ) بمقدمة مختصرة بيّن فيها أنّ كتاب الله عز وجلّ أجلّ الكتب حيث نطق بمصالح الأمّة في دينها ودنياها، قال: وفي هذا الكتاب- يعني (جمال القراء ... ) - من العلوم ما يشرح الألباب ويفرح الطلاب، وينيلهم المنى، ويفيدهم الغنى، ويريحهم من العناء، ويمنحهم ما دعت إليه الحاجة بأيسر الاعتناء، فهو كاسمه (جمال القراء وكمال الإقراء) اهـ.


(١) انظر (ص ٤٥٣).
(٢) ذكره ابن النديم في الفهرست (٥٨).
(٣) انظر مقدمة متشابه القرآن لابن المنادي تحقيق الشيخ عبد الله بن محمد الغنيمان (ص ١٥، ١٦).
(٤) الحشر (٧) وانظر: (ص ٨٦١).

<<  <  ج: ص:  >  >>