للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[سورة يوسف (عليه السلام)]

ليس فيها ناسخ ولا منسوخ. وزعم من لا معرفة له أن قوله عزّ وجلّ: تَوَفَّنِي مُسْلِماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ «١» منسوخ بقوله- عليه السلام-: (لا يتمنين أحدكم الموت لضر نزل به) «٢»، فهذا باطل ظاهر البطلان «٣»، لأن هذا خبر أخبر الله «٤» عزّ وجلّ به عن يوسف- عليه السلام- فكيف يصح نسخه؟.

ولأن يوسف- عليه السلام- سأل الله الوفاة على الإسلام، ونحن نسأل الله عزّ وجلّ برحمته وبكرمه أن يقبضنا على الإسلام، وليس قول النبي- صلّى الله عليه وسلّم- في الحديث المذكور من هذا، إنما ذلك فيمن اشتد ألمه لضر نزل به، فتمنى «٥» الخلاص منه بالموت ضجرا وكراهة لما ابتلي به.


(١) يوسف (١٠١).
(٢) تقدم تخريجه عند ذكر تلاوة القرآن ... الخ. ص: ٣٢٧.
(٣) قال النحاس: رأيت بعض المتأخرين قد ذكر أن في سورة يوسف آية منسوخة ... وذكرها مع ناسخها، قال: وهذا قول لا معنى له ولولا أنا أردنا أن يكون كتابنا متقصيا لما ذكرناه ... ا. هـ.
الناسخ والمنسوخ ص ٢١١.
وقد أطال مكي في الرد على الذين ذكروا دعوى النسخ في هذا الموضع وفنده. انظر: الإيضاح ص ٣٢٧ - ٣٢٨. وراجع الأحاديث والآثار وأقوال العلماء في تفسير هذه الآية، والجمع بينها وبين الحديث المذكور في تفسير ابن كثير ٢/ ٤٩٢.
(٤) في ظ: أخبره الله.
(٥) في ظ ود: فيتمنى.

<<  <  ج: ص:  >  >>