للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[سورة القيامة]

لا نسخ فيها.

وقالوا في قوله عزّ وجلّ لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ «١» إنه منسوخ بقوله عزّ وجلّ سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسى «٢» وهذا خلف من القول، لأن الله عزّ وجلّ لم يأمره بالنسيان ثم نهاه عنه!.

وأظنهم توهموا ذلك، وأن (لا) في قوله: (فلا تنسى) للنهي وما هي للنهي «٣» (لا) «٤» من جهة المعنى، ولا من جهة اللفظ، أما اللفظ فغير مجزوم، وأما المعنى، فليس النسيان مما يقدر الإنسان على اجتنابه فينهي عنه «٥».

وهذا خبر، أخبر الله عزّ وجلّ به نبيّه صلّى الله عليه وسلّم أنه يقرئه فلا ينسى، فما معنى النسخ؟

فإن قالوا: كان يعجّل بالقرآن خوف النسيان، فقال الله عزّ وجلّ: سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسى.


(١) القيامة (١٦).
(٢) الأعلى (٦).
ذكر هذا ابن حزم في الناسخ والمنسوخ (ص ٦٣) وكذلك ابن سلامة (ص ٣١٩) وابن البارزي في ناسخ القرآن العزيز (ص ٥٦)، والفيروزآبادي في بصائر ذوي التمييز (١/ ٤٩٠).
ونقله الكرمي عن هبة الله بن سلامة ورده، قال: ووجه النسخ هنا غير ظاهر جدا اه قلائد المرجان (ص ٢١٩).
(٣) عبارة: (وما هي للنهي) ساقطة من ظ بانتقال النظر.
(٤) غير واضحة في ت.
(٥) وراجع البحر المحيط (٨/ ٤٥٨) والجامع لأحكام القرآن (٢٠/ ١٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>