للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ورغبهم بعلمه وبما قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم بحقه «١»، مثل قوله عليه الصلاة والسلام: (خذوا القرآن من أربع ... ) «٢»، وذكر منهم ابن مسعود رضي الله عنه.

[الرابع عشر:]

حدثنا عبد الله، أن محمد بن بشار حدثه، أن يحيى بن سعيد ومحمد بن جعفر وابن أبي عدي، وسهل بن يوسف، قالوا: حدثنا عوف بن أبي جميلة، قال: حدثني يزيد الفارسي، قال: حدثني ابن عباس رضي الله عنهما قال: قلت لعثمان: ما حملكم على أن عمدتم إلى الأنفال وهي من المثاني وإلى براءة وهي من المئين فقرنتم بينهما ولم تكتبوا بينهما بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ووضعتموهما في السبع الطوال، ما حملكم على ذلك؟ فقال عثمان: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مما يأتي عليه الزمان وهو ينزل عليه السور ذوات العدد، فكان إذا نزل عليه الشيء دعا من كان يكتب فيقول: ضعوا هؤلاء الآيات في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا، وإذا نزلت عليه الآية يقول: ضعوا هذه الآية في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا، وكانت الأنفال من أوائل ما نزل بالمدينة، وكانت براءة من آخر القرآن، وكانت قصتها شبيهة بقصتها، فظننت أنها منها، فقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يبين لنا أنها منها، فمن أجل ذلك قرنت بينهما، ولم أكتب بينهما سطرا بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ووضعتهما في السبع الطوال «٣».


(١) ينظر: شرح النووي لصحيح مسلم: ١٦/ ١٦ - ١٧.
(٢) من حديث في صحيح مسلم، كتاب فضائل الصحابة، باب فضائل عبد الله بن مسعود: ٤/ ١٩١٣.
(٣) كتاب المصاحف: ١/ ٢٢٩ - ٢٣٠؛ ورواه أبو داود في سننه بنحوه، في كتاب الصلاة، باب من جهر بها- أي بسم الله الرّحمن الرّحيم-: ١/ ٢٠٨؛ والترمذي في سننه، في كتاب التفسير، باب ومن سورة التوبة، رقم الحديث (٣٠٨٦): ٥/ ٢٥٤؛ والإمام أحمد في مسنده، مسند عثمان بن عفان، رقم (٣٩٩): ١/ ٥٧؛ وسنن-

<<  <   >  >>