للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٣ - أسباب المدّ:

وهي على أربعة أضرب: لفظية، وموسيقية، ودلالية، واضطرارية.

آ- أسباب لفظية:

وهي اثنان: الهمزة، والسكون. قال مكي:

«وإنما يكون المد في هذه الحروف عند ملاصقتهن لهمزة أو ساكن مشدد أو غير مشدد.» «١» «٢»

[- الهمزة:]

- ذكر مكي أن حروف المد واللين «حروف خفية، والهمزة حرف جلد بعيد المخرج صعب في اللفظ. فلما لاصقت حرفا خفيا، خيف عليه أن يزداد بملاصقة الهمزة له خفاء، فبيّن بالمد ليظهر. وكان بيانه بالمد أولى، لأنه يخرج من مخرجه بمد، فبيّن بما هو منه.» «٣»

- والمد إذا كان حرف المد واللين قبل الهمزة وهما في كلمة واحدة، آكد منه إذا كانا في كلمتين. قال المهدوي: «وبقي أن يفرق بين إجماعهم على المد إذا كان الحرف والهمزة في كلمة نحو: شاءَ [البقرة ٢٠]، واختلافهم فيما كانت المدة فيه من كلمة والهمزة من كلمة أخرى نحو: بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ [البقرة ٤].


(١) الكشف: ١/ ٤٥، وانظر الهداية: ١/ ٣٠.
(٢) انظر الخصائص: ٣/ ١٢٥، وسر الصناعة: ١/ ١٧.
(٣) الكشف: ١/ ٤٦، وانظر الهداية: ١/ ٣٠ - ٣١. وذهب الأزهري وابن خالويه وأبو علي إلى أن المد هنا جيء به بيانا للهمزة لخفائها. انظر المعاني: ١/ ٤٦٨، وإعراب السبع: ١/ ٥٨، والحجة (خ): ٦٥، والحجة (ع): ١/ ٣٩١ - ٣٩٢. وانظر التحديد في الإتقان والتجويد:
أبو عمرو الداني، ١٢١.

<<  <   >  >>