للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حوار مجلة الفرقان مع الدكتور عدنان زرزور (*)

ضيفنا في هذا العدد عالم من العلماء البارزين على مستوى العالم الإسلامي، له جهود علمية في أكثر من علم من علوم الشريعة، أكسبته نشأته الدينية ومعرفته بكبار علماء الأمة ومفكريها رؤية شاملة للإسلام وعلومه، وأكسبه ذلك رؤية نقدية وتاريخية ثاقبة مكّنته من الوقوف على كثير من المغالطات التي درج عليها أهلها سنوات عديدة سواءً في مجال العلم الشرعي أو في مجال العمل الإسلامي، فقام بالتنبيه إليها وبيان خطرها.

نشأ الأستاذ الدكتور عدنان زرزور في دمشق، ودرس في مدارسها، ثم درس في كلية الشريعة في جامعة دمشق -التي كان للأستاذ مصطفى السباعي الفضل في إنشائها- وتخرج فيها عام ١٩٦٠، وكان هو والدكتور إبراهيم زيد الكيلاني/ رئيس جمعية المحافظة على القرآن الكريم على مقعد دراسي واحد في العامين الأول والثاني. ثم حصل على الماجستير في القاهرة، ثم الدكتوراه في عام ١٩٦٩ وكان على رأس لجنة المناقشة الشيخ محمد أبو زهرة -رحمه الله- الذي نهل من علمه الكثير. ثم رجع إلى جامعة دمشق للتدريس فيها لمواد العقيدة ومقارنة الأديان والنظام الإسلامي ومقررات ثقافية أخرى بالإضافة إلى تفسير الحديث الشريف خلال الفترة من ١٩٧٣ حتى ١٩٨٠، وخلال هذه الفترة درَّس في الجامعة الأردنية بصفة محاضر غير متفرغ من ١٩٧٢ حتى ١٩٧٥، ثم عمل في جامعة الإمارات، ثم جامعة قطر التي قضى فيها خمسة عشر عاماً، وهو الآن يعمل في جامعة البحرين في قسم اللغة العربية والدراسات الإسلامية التابع لكلية الآداب.

تابع الدكتور زرزور دراسة تفسير مخطوط من عشرة مجلدات، لكن ظروف الخروج من بلده أضاعت النسخ للأسف الشديد حيث كان قد بلغ فيه جهداً في نسخ سورة البقرة، وهذا التفسير للحاكم الجشمي المتوفى عام ٤٨٥هـ، من أعلام القرن الخامس، مما دفعه واضطره ليؤرخ للقرن الخامس تقريباً بشكل كامل وعرّج على القرن الرابع بمناسبة كتاب القاضي الجبار، فصار متابعاً لقراءة التاريخ وأحداثه بعد قراءته لأحداث هذين القرنين في كتب التاريخ القديم.

يقول الدكتور زرزور في هذا الصدد: أعجبني من المؤرخين (ابن كثير) بصورة خاصة لأنه كان حاضر الذهن وناقداً، وكان لآرائه في تفسير المسائل أو في عرضها الرجحان بوصفه محدثاً أيضاً. فيبدو أن اختياره للروايات أو الترجيح أفاد فيها من منهجه النقدي في علم المصطلح، مع مزايا أخرى تمتع بها بالقياس إلى ابن الأثير أو حتى الطبري أو ابن الجوزي وغيرهم.

ثم اشتغل الدكتور زرزور بعد ذلك في التفسير والحديث، ثم اشتغل بعلوم القرآن الكريم حيث تخصصه الأساسي: التفسير وعلوم القرآن، وله كتاب في ذلك ينوف على (٧٠٠) صفحة، لا يخلو من نظرات نقدية أو إعادة النظر في قضايا كثيرة.

صدر للدكتور زرزور أكثر من أربعين كتاباً وبحثاً منها: تحقيق (متشابه القرآن) للقاضي عبد الجبار المعتزلي، نشر في مجلدين مع مقدمة للدكتور تقرب من (٧٠) صفحة. وكتاب (الحاكم الجشمي ومنهجه في تفسير القرآن)، (علوم القرآن وإعجازه وتاريخ توثيقه)، (البيان النبوي: مدخل ونصوص)، (سمات البلاغة النبوية بين الجاحظ والرافعي والعقاد)، (ابن خلدون وفقه السنن)، (منهجية التعامل مع علوم الشريعة في ضوء التحديات المعاصرة)، (نحو عقيدة إسلامية فاعلة)، (الفجوة بين جانبي الأطلسي والحروب الحضارية)، (مدخل إلى السنة النبوية لدى أهل السنة والشيعة الإمامية) وهو تحت الطبع.

والدكتور زرزور إذا تكلم فسيل متدفق، تراه يجلّي مسائل الشريعة بالتحليل الدقيق والتفسير العميق، وقد كان مدرساًَ لعدد من العلماء المعروفين اليوم. التقيته على هامش المؤتمر القرآني الأول الذي عقدته جمعية المحافظة على القرآن الكريم وكان هذا اللقاء.


(*) قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة: أثبت هذا الحوار هنا لفائدته

<<  <   >  >>