للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[تعريف العبادة وأركانها]

العبادة هي: اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه، من الأقوال والأفعال الظاهرة والباطنة.

ولها ركنان، وهما: غاية الذل مع غاية الحب.

ولابد من اقتران الحب مع الذل؛ لأنه لو اختل ركن من الركنين لم تكن عبادة، فالذي يتعبد الله بالذل أو بالقهر دون المحبة، فإنه سيكون حرورياً يقنط من رحمة الله.

مثال ذلك: الخوارج فقد قنطوا عباد الله من رحمة الله، فقالوا: فاعل الكبيرة كافر يخرج من الملة، فمن شرب الخمر فإنه خالد مخلد في نار جهنم والعياذ بالله! فهؤلاء الخوارج تعبدوا لله بالذل فقط.

والطرف الآخر: وهم المرجئة تعبدوا لله بالمحبة فقط، فصار عندهم غلو في الرجاء فلا يهتمون بأوامر الله، ولا يرجون لله وقاراً ولا تعظيماً، فمن تعبد لله بالذل فإنه لا يكون محباً لله، ومن تعبد لله بالحب دون الذل فإنه لا يكون معظماً لله جل في علاه.

وفي بني البشر يمكن للإنسان أن يذل للإنسان وهو لا يحبه، كأن يكون مقهوراً له، أو يكون عليه دين له، فيكون المذل أبغض الناس إليه، فهذا الذل لغير الله.

ويمكن للإنسان أن يحب إنساناً، ولا يكون له ذليلاً، بل يكون فوقه ومتكبراً عليه، فغاية الذل مع غاية المحبة لا تكون مجتمعة إلا لله.

<<  <  ج: ص:  >  >>