للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الشفاعة المنفية]

الشفاعة المنفية: هي الشفاعة لأهل الشرك، لا يمكن أن يقبل الله الشفاعة لأهل الشرك، والأدلة على ذلك كثيرة وجلية من الكتاب والسنة.

أما من الكتاب فقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا بَيْعٌ فِيهِ وَلا خُلَّةٌ وَلا شَفَاعَةٌ} [البقرة:٢٥٤] فنفى جميع أنواع الشفاعة، سواء لأهل الشرك أو لغيرهم، ولكن المقصود هنا نفي الشفاعة للكافرين وأهل الشرك، لأن هذا مجمل سيفسر بعد ذلك بآيات أخر أنه لا شفاعة للكافرين، فلا يمكن أن تعمم الآية على الكافرين والمؤمنين.

وأيضاً قول الله تعالى: {يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ * وَاتَّقُوا يَوْمًا لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا وَلا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلا هُمْ يُنصَرُونَ} [البقرة:٤٧ - ٤٨]، فقوله تعالى: ((وَلا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ)) دل على عدم قبول الشفاعة، وهذا أيضاً متعلق بالشفاعة للكافرين، ومن الأدلة على ذلك قول الله تعالى: {فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ} [المدثر:٤٨].

وأيضاً: قول الله على لسانهم وهم في النار: {فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ * وَلا صَدِيقٍ حَمِيمٍ} [الشعراء:١٠٠ - ١٠١] أعوذ بالله من غضب الله.

إذاً: الشفاعة المنفية هي الشفاعة لأهل الشرك، فلا يمكن أن يقبل الله جل في علاه شفاعة لأهل الشرك.

وأما كون إبراهيم سيأتي يوم القيامة ليشفع في أبيه، فنقول: إنه سيتبرأ منه، كما قال الله تعالى: {فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ} [التوبة:١١٤]، فهذا ظاهر في أن إبراهيم عليه السلام لا يمكن أن يشفع في أبيه.

<<  <  ج: ص:  >  >>