للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الشفاعة لأبي طالب]

النوع الثالث من الشفاعة الخاصة برسول الله صلى الله عليه وسلم: شفاعته لعمه الكافر أبي طالب: مع أن الله نفى الشفاعة عن الكفار، بل ونهى عن الشفاعة للكافرين إلا شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم في عمه أبي طالب، فإن النبي صلى الله عليه وسلم في ذات مرة جاءه العباس فقال: (ماذا فعلت لعمك، كان ينافح عنك ويناصرك؟ فقال: لولا أنا -يعني: لولا شفاعتي- لكان في الدرك الأسفل من النار)، فإنه بشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم أصبح في ضحضاح من النار، أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يلبس نعلين من نار يغلي بهما دماغه).

فهذه شفاعة خاصة بالنبي صلى الله عليه وسلم، وحتى هذه الشفاعة لم يقبلها الله كاملة؛ لأنها في أهل الشرك، فهي مستثناة هنا، وتكون في التخفيف عنه من العذاب وليس في العفو بالكلية.

إذاً: الشفاعة في الأنواع الثلاثة الأولى اتفق العلماء عليها، إلا بعض المتصوفة الذين أنكروا أصالة أن يكون أبو طالب في النار، لكن سبقت كلمة أهل السنة والجماعة على الأقسام الثلاثة في الشفاعة الخاصة بالنبي صلى الله عليه وسلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>