للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ا- الحالة السياسية:

شهدت الفترة المتقدمة على ولادة الطوفى كثيرا من الأحداث التي أثرت على المسلمين تأثيرا مؤلما. فقد كانت هناك الحروب الصليبية الشرسة التي اشتعلت نارها في آخر المائة الخامسة من الهجرة، واستمرت نحو قرنين من الزمان «١»، أظهر فيها الصليبيون حقدهم على الإسلام والمسلمين، وغيرها من المدن الإسلامية في بلاد الشام والأندلس، واشتبك معهم المسلمون في معارك كثيرة في بلاد الشام ومصر وإفريقية وغيرها.

وقد ذكر المؤرخون عدة أسباب لهذه الحروب منها:

١ - تدهور الحالة الاقتصادية في أوربا في القرن الخامس والسادس الهجريين، مما حدا بالنصارى إلى الزحف على بلاد إفريقية والشام «٢».

٢ - استنجاد صاحب القسطنطينية «الأرثوذكسي» بملوك أوربا النصارى ضد السلاجقة الذين فرضوا عليه الضرائب، على أن يتنازل عن أرثوذكسيته «٣».

٣ - أن بعض حجاج بيت المقدس من النصارى كانوا يلقون سوء معاملة من المسلمين أثناء وجودهم في القدس، وكان منهم" بطرس السائح أو الناسك" الذي اتجه إلى البابا" أوبانس الثاني" وصور له تلك الحال، وطلب منه تخليص أرض المسيح من أيدي المسلمين، حتى ألهب حماسهم لذلك «٤».


(١) ابتدأت الحروب الصليبية سنة ٤٩١ هـ باستيلاء الإفرنج على مدينة انطاكية بعد حصار شديد، وانتهت بفتح الملك الأشرف خليل المملوكي لقلعة الروم في غربي الفرات سنة ٦٩١ هـ.
(٢) انظر الإسلام والحضارة العربية لمحمد كرد علي ١/ ٢٩٢ - ٢٩٤.
(٣) انظر السابق نفس الموضع، والأرثوذكسي: القائل بالتجسد.
(٤) انظر الكامل لابن الأثير ٠/ ٢٧٢١.

<<  <  ج: ص:  >  >>