للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومنها: أنه يحسن الخلق، ويبسط بشرة الوجه «١».

وقد نص" جالينوس" «٢» على أن سبب سوء خلق الخصيان، وتعبيس وجوههم وانتهارهم لمن كلمهم: ترك «٣» الجماع، لاحتباس الماء، وتعفنه في أبدانهم.

ولئن سلمنا أن فيه قذارة فالجواب من وجهين:

أحدهما: أن قذارته شرعية أو طبيعة؟ إن قلت: شرعية. فهو ممنوع فإن الذي «٤» يصلح أن يضاف إليه الاستقذار في الجماع/ هو: المنيّ «٥»،


(١) ومن مصالح النكاح ومقاصده الحسنة: حفظ النسل، ودوام النوع الإنساني، إلى أن تتكامل العدة التي قدر الله تعالى بروزها إلى هذا العالم، وهذه مصلحة عظيمة دالة على فضيلة النكاح، والشرائع جاءت لتحصيل المصالح.
(٢) هو أشهر الأطباء اليونانيين القدماء بعد أبقراط، قيل كان من حكماء اليونانيين الذين كانوا في الدولة القيصرية بعد بنيان رومية، ومولده ومنشؤه بفرغامس مدينة صغيرة من مدن آسيا شرقي قسطنطينية. وكان عالما بالتشريح. [انظر طبقات الأطباء والحكماء لابن جلجل ص ٤١، ودائرة معارف القرن العشرين ٣/ ٣ - ١٣، نزهة الأرواح وروضة الأفراح في تاريخ الحكماء والفلاسفة ١/ ٣٤٠ - ٣٥٩].
(٣) في (أ): بترك.
(٤) في (م): فالذي.
(٥) اختلف العلماء في طهارة مني الآدمي فذهب مالك وأبو حنيفة إلى نجاسته إلا أن أبا حنيفة قال يكفي في تطهيره فركه إذا كان يابسا وهو رواية عن أحمد وقال مالك لا بد من غسله يابسا أو رطبا. ودليلهم حديث عائشة عن مسلم في الطهارة باب حكم المني:" أن رسول الله صلّى الله عليه وسلم كان يغسل المني ثم يخرج إلى الصلاة في ذلك الثوب وأنا أنظر إلى أثر الغسل فيه" وذهب الشافعي وأحمد في المشهور عنه إلى أنه طاهر، ودليلهم الرواية الثانية عن عائشة عند مسلم في الموضع السابق في المني قالت" وكنت أفركه من ثوب رسول الله صلّى الله عليه وسلم فركا فيصلي فيه" وحملوا رواية الغسل على الاستحباب والتنزه والنظافة كما هو شأن النجاسة والبصاق ونحوهما. وهذا هو الراجح- والله أعلم-. [انظر شرح النووي لصحيح مسلم ٣/ ١٩٧ - ١٩٨، مجموع فتاوى ابن تيمية ٢١/ ٥٨٧ وما بعدها].

<<  <  ج: ص:  >  >>