للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قلت: هذا كلام صحيح.

قال:" والمعجز فعل ما ليس في قوة الإنسان أن يفعله بحسب المجرى الطبيعي" «١».

قلت: هذا جيد في تعريف المعجز، لكن للمتكلمين فيه عبارة أخرى أحق من هذه وهو قولهم: المعجز هو الأمر الممكن الخارق للعادة، المقرون بالتحدي، الخالي عن المعارض. فالأمر: جنس للمعجز وغيره. والممكن: فصل له عن الممتنع، إذ الممتنع لا يوجد. والخارق للعادة يفصله عن الأمور العادية كطلوع الشمس ووقوع المطر وركوب الفرس ونحوها. فإن المستند في دعوى النبوة إليها لا يثبت له شيء والمقرون بالتحدي: احتراز ممن يدعي أن معجز من قبله، دليل على صدقه هو، كما يقول إنسان اليوم: إن قلب موسى عصاه حية، دليل على صدقي في دعوى النبوة. فإن ذلك لا ينفعه، لأن معجزه ليس مقارنا لتحديه، والخالي عن المعارض: احتراز من الشعبذة «٢» والنيرنجات/ «٣» فإنها تعارض بمثلها، فإذا ظهر على يد شخص هذا الأمر بهذه الشروط كان معجزا وكان الشخص نبيا./


(١) قلت: يوحي تعريف النصراني بأن صاحب المعجز ليس في منزلة البشر، وهذا بناء على مذهبه في المسيح- عليه السلام-.
(٢) شعبذ شعبذة بالذال المعجمة، وليس من كلام أهل البادية وهي الشعوذة وهي لعب يرى الإنسان منه ما ليس له حقيقة كالسحر، أو خفة في اليد وأخذ كالسحر يرى الشيء بغير ما عليه أصله من رأى العين. [انظر المصباح المنير ١/ ٣٧٢، ولسان العرب ٣/ ٤٩٥].
(٣) النيرنجات جمع نيرج: أخذ تشبه السحر، وليست بحقيقة، ولا كالسحر، إنما هو تشبيه وتلبيس.
[انظر لسان العرب ٢/ ٣٧٦].

<<  <  ج: ص:  >  >>