للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال:" فثبت بهذا كله: أن مريم أم المسيح هي بنت عمران أخت موسى وهارون".

قال:" واسم أبي مريم أم المسيح: يعقيم. وأمها: حنة. وبين مريم هذه وعمران أبي موسى ألف وخمسمائة سنة" «١».

قال: وعذرا له في هذه الغلطة، فإن الناقل، إما جاهل وإما قاصد إيقاعه في الغلط". «٢»

قلت: يشير هذا الخصم إلى أن محمدا- عليه السلام- كان يلقن أساطير الأولين ثم ينظمها بعبارته، والملقن له إما جاهل بالنقل أو قاصد «٣» تغليطه «٤».

قلت: وللعدو أن يقول ما شاء، وإنما يثبت ما قامت عليه الحجة.


(١) ليس هذا التحديد الزمني صحيحا مضبوطا، بل النصارى أنفسهم مختلفون فيه فقد روى عنهم الإمام القرافي في الأجوبة الفاخرة ... الباب الثاني السؤال الخامس أن اليهود والنصارى يقولون إن بين هارون ومريم ستمائة سنة ... وقد روي غير ذلك.
[انظر هامش مقامع هامات الصلبان" بين المسحية والإسلام" ص ٣١٩].
(٢) في (ش) الغلط قاصد.
(٣) في ش: قصد.
(٤) هذا طبع الكفار دائما يوجهون هذه التهمة إلى الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، وقد حصل لمحمد صلّى الله عليه وسلم هذا، فالنضر بن الحارث لعنه الله كان يوجه هذه التهمة إلى المصطفى صلّى الله عليه وسلم فرد الله عليه وعلى أمثاله بقوله تعالى: وقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذا إِلَّا إِفْكٌ افْتَراهُ وأَعانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ فَقَدْ جاؤُ ظُلْماً وزُوراً (٤) وقالُوا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَها فَهِيَ تُمْلى عَلَيْهِ بُكْرَةً وأَصِيلًا (٥) قُلْ أَنْزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ ... [الفرقان: ٤ - ٦] [الفرقان: ٤ - ٦].

<<  <  ج: ص:  >  >>