للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولما تكلم" السّهروردي" «١» في كتاب" التنقيحات" في التواتر وشروطه في أصول الفقه تعرضت «٢» له قصة الصلب/ فقال:" ولو لم يصلب عيسى لم يبق على المحسوسات اعتماد".

قلت: هذا حاصل ما أورده على هذا السؤال.

والجواب:

أما الآية الكريمة المخبرة بنفي قتل المسيح وصلبه فنعتقد أنها حق وصدق ونتمسك بها على القطع بذلك لأنها عندنا صادرة عن الحكمة والعلم الإلهيين «٣» بواسطة العصمة النبوية وهي منقولة إلينا بالتواتر.

وأما ما حكاه عن" ابن عطية" في تفسير قوله: شُبِّهَ لَهُمْ: فذاك مما لم يختص بنقله" ابن عطية" بل ذكره جميع مفسري القرآن الكريم «٤» قديمهم وحديثهم على اختلاف بينهم في ذلك «٥». فقال ابن سمعان، ومحمد بن إسحاق:" إن


(١) الفيلسوف المتلقب بشهاب الدين يحيى بن حبش بن أميرك، يوصف بأنه أحد الأذكياء. برع في علم الكلام والجدل والمناظرة مستهزئا بالعلماء ظهر للعلماء منه زندقة وانحلال، فكتبوا بذلك إلى صلاح الدين الأيوبي- رحمه الله- فأمر بقلته سنة ٥٨٧ هـ.
[انظر ترجمته في شذرات الذهب ٤/ ٢٩٠، والنجوم الزاهرة ٦/ ١٤٤، والأعلام ٨/ ١٤٠].
(٢) في (ش): فعرضت.
(٣) لو قال- رحمه الله-:" لأنها عندنا كلام الله الموحى به إلينا بواسطة الرسول- عليه السلام- وهي منقولة إلينا بالتواتر" لكان أولى وأصح من هذا التعبير الكلامي.- والله أعلم-.
(٤) " الكريم" ليست في (م) و (ش).
(٥) انظر في ذلك تفسير ابن عطية ٤/ ٣٠٢ - ٣٠٣، وتفسير الطبري ٦/ ١٥، وتفسير ابن كثير ١/ ٥٧٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>