للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفائدة الثانية: أن إعادة القصة الطويلة في مواضع مع اتحاد معناها، واختلاف لفظها طولا وقصرا، أدل على الإعجاز وقدرة المتكلم على الكلام. وأما ما ذكر من التكرار في بقية السور، فالقول المفصل فيه قد ذكرته في" الاكسير" مستوفى «١»، وذكره الناس كثيرا، فلا يخف علي ذكره «٢» هنا.

ولكن أذكر فيه قولا مجملا، وهو أن التكرار كما يستغنى عنه في بعض المواطن قد يحتاج إليه في بعضها للتأكيد والتقرير والتنبيه على الاهتمام بالأمر،/ فيكون تركه، حيث ينبغي كذكره حيث لا ينبغي. والله أعلم.

قال:" ونجده أيضا غير خارج على نظام متناسب كقوله في سورة النساء:

وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتامى فَانْكِحُوا ما طابَ لَكُمْ مِنَ النِّساءِ مَثْنى وثُلاثَ ورُباعَ ... (٣) «٣».

قال:" ولا مناسبة بين العدل في اليتامى «٤»، وبين نكاح النساء، ولهذا وغيره يتبين أنه كلام منثور، لا نظام له، ولا تأليف".


(١) تحدث- رحمه الله- في الاكسير ص ٢٤٥ - ٢٥٨، عن التكرير في القرآن وهو ذكر الشيء مرتين فصاعدا وبين فائدة ذلك سواء تكرار اللفظ والمعنى جميعا أو تكرار المعنى دون اللفظ وما يفيد كل منهما. وشمل حديثه التكرار في المواضيع كالقصة وغيرها أو التكرار في السور كسورة الكافرون، وسورة الرحمن وغيرهما.
(٢) في (م): ذكرها.
(٣) سورة النساء، آية: ٣.
(٤) عبارة: (أ):" قال: ولا مناسبة بين العدل في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم ... ورباع" قال ولا مناسبة بين العدل ... الخ".

<<  <  ج: ص:  >  >>