للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[أعمال الإسلام الظاهرة لا تشفع للأفكار الخبيثة]

المقدم: بعضهم يقول: يا جماعة! أنتم تصفوني باللبرالي أو العقلاني مع أني أصلي وأصوم وأزكي وأحج مع المسلمين، فهل هناك تعارض بين هذه الصفة وهذه الأفعال؟ الشيخ: أولاً: يجب أن نفرق بين الصفة بالعموم وبين الأفراد، فنحن نتكلم عن مناهج وعن جماعات أو فرق أو أحزاب أو توجهات، ولكن عندما نأتي للأفراد يجب أن نتثبت ونتحقق.

المقدم: أهل هذا التوجه بعمومهم يقولون: نحن نصلي وندين الله عز وجل، ولكن هذه أفكار عامة لنا.

الشيخ: علينا أن نحكم موازين الشرع، فالشرع ما دل على أن إقامة الصلاة فقط هي الدين، وما دل على أن إقامة شعائر الإسلام الظاهرة فقط هي التي تحتسب ديناً.

إن إقامة الشعائر العامة يستوي فيها المؤمن الكامل مع المنافق الذي هو في الدرك الأسفل من النار، الذي ذنبه أعظم من ذنب المشرك.

فليس كل من جاء ليخدعنا بمثل هذا الأسلوب ننجرُّ معه ونقول: أي والله هو يصلي ويصوم! نعم نحن لا ندري بحاله كفرد.

وأوجه كلامي للإخوة المشاهدين، فأقول: الفرد ما أمرنا بتتبع حاله، لكن إذا ادعى هذه الدعوى فهو الذي ورط نفسه، فإذا قال: هذه أفكاري، لكني أصلي وأصوم؛ فإنا نقول: نحكم عليك من الوجهتين: فكونك تصلي وتصوم يجعلك من المسلمين ظاهراً، لكن حينما أعلنت الفكر الآخر حكمت على نفسك، ونقضت عملك بقولك أو بعملك.

فإذا كان الدين يشمل الأمور العبادية وغير العبادية؛ فسنحاكمهم بأفكارهم، وإن صلوا وصاموا، أو أقروا بالصلاة والصيام، مع أنهم في عمومهم -نسأل الله أن يهديهم- من أبعد الناس عن إقامة شعائر الإسلام.

<<  <  ج: ص:  >  >>